هل سيتوحّد شطرا كنيسة المشرق؟

البابا فرنسيس اثناء لقاءه ببطريرك كنيسة المشرق الآشورية، البطريرك كوركيس الثالث في 17 نوفمبر 2016 في مدينة الفاتيكان. البابا فرنسيس اثناء لقاءه ببطريرك كنيسة المشرق الآشورية، البطريرك كوركيس الثالث في 17 نوفمبر 2016 في مدينة الفاتيكان. | Provided by: © L’Osservatore Romano

تصلّي مختلف الكنائس في العراق لأجل وحدة الكنيسة الأشوريّة المشرقيّة في العراق والعالم قبيل الاجتماع المزمع عقده بين كنيسة المشرق الأشوريّة وكنيسة الشرقية القديمة في 9 مايو 2022.

سيجتمع الطرفان لحلّ الخلافات والمشاكل التي أدّت إلى انشقاق الكنيستين ولطرح حلول إيجابيّة تشمل توحيد التقويم الكنسي وأمورًا إداريّة ورعويّة لتنظيم الكنيسة من جديد.

وسيُعقد الاجتماع في كنيسة مار أوديشو في مدينة شيكاغو الأميركيّة حيث تمّ تكليف أساقفة من مختلف الأبرشيّات للحوار والتشاور في مسائل كنسيّة عدّة لحلّ الخلاف التاريخي الذي أدّى إلى انقسام شطري الكنيسة في العام 1966 في عهد البطريرك مار ايشاي شمعون 23.

سبب الخلاف بين الكنائس

تطوّرت الخلافات والمشاكل بين مختلف طبقات المجتمع الأشوري لتكون السبب الرئيسي في الانقسام. من ثمّ، تلتها مشاكل تتعلّق بتغيير التقويم المعتمد والمتّبع في الطقس الكنسي، حيث اعتمدت كنيسة المشرق الأشوريّة وتماشيًا مع متطلّبات العصر التقويم الغريغوري (التقويم الغربي) لتحتفل مع الكنائس الغربيّة الكاثوليكيّة بأعياد الميلاد والقيامة، وبقيت كنيسة الشرقية القديمة على التقويم اليولياني (التقويم الشرقي). كان التغيير في التقويم المعتمد من الكنيستين السبب الأبرز في خلال الفترة الماضية الذي أخّر جهود التوحيد بين شطري الكنيسة، إذ كادت فكرة التوحيد أن تؤدّي إلى إحداث فراغ كبير وتشتّت في الزمن الطقسي للكنيستين.

جهود مبذولة للتوحيد

كانت الجهود حثيثة من الطرفين للوصول إلى اتفاق يجمع الكنيستين تحت سدّة بطريركيّة واحدة في خلال السنوات القليلة الماضية.

تكثّفت هذه الجهود، ولا سيّما في العام 2015 بعد وفاة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الأشوريّة إذ قرّر سينودس الكنيسة التأنّي والانتظار إلى حين انعقاد اجتماع يجمع الطرفين لحلّ جميع الخلافات، إلا أن الطرفين لم يتوصّلا إلى نتيجة إيجابيّة.

بعد وفاة البطريرك مار ادي الثاني، بطريرك كنيسة الشرقية القديمة في فبراير 2022، تكثّفت الجهود مرّة أخرى ليعلن البطريرك مار آوا الثالث رويل، عشيّة عيد القيامة في أبريل 2022 عن اجتماع الكنيستين في التاسع من مايو لفتح صفحة جديدة والتحاور حول وحدة الكنيسة.

موقف الكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة

تُعتبر الكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة إحدى الكنائس الثلاث التي يرجع أصلها إلى كنيسة المشرق في بلاد ما بين النهرين، حيث انشقّت عنها في العام 1551 وتوحّدت مع الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة، مع الحفاظ على خصوصيّتها الطقسيّة.

أعربت الكنيسة الكلدانيّة بلسان البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو عن فرحها الشديد بخصوص الاجتماع المزمع عقده، وعن رغبتها في توحيد شقّي الكنيسة، والتي أدّت خلافات غير عقائديّة وغير مهمّة إلى انشقاقها. وكانت البطريركيّة قد طلبت من المؤمنين، في رسالة نشرتها على موقعها الرسمي، الصلاة من أجل الجهود المبذولة لتوحيد الكنيستين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته