نعمة الابتسامة جواز عبورك لمعانقة القيامة

طفلة سعيدة-صورة نعمة الابتسامة | provided by: Jose Ibarra/Unsplash

لننطلق من فكرة أنّ سماء الربّ الحاضنة لنا أمطرت علينا الكثير من النّعم الروحيّة، في صحرائنا العطشى لماء الحياة. ولكن هناك من تبلّل من ماء هذه النّعم حتّى اخترقت كلّ أعماقه. وفي المقابل، هناك من أقفل على ذاته ولم يفتح نافذته ليترك زخّاتها تلامسه. هذه الصّورة وما جسّدت من ثنائيّات، بين القبول والرّفض، وبين التّفاؤل والتّشاؤم وبين الإيمان والعبث، وغيرها من التّناقضات، حضرت في فكر الأدباء والمفكرين.

وفي قراءة قصيدة "ابتسم" للشّاعر "إيليا أبو ماضي"، تنقلنا بالحالة الشّعوريّة إلى موطن الحوار الوجدانيّ بين الشّاعر والذّات الإنسانيّة. وهذا الحوار يبعث في النّفوس التّفاؤل والأمل. كما يبرز جانبًا من جمال الدّنيا المشرق:

قال: "السماء كئيبة ومتجهّما!..." قلت: "ابتسم يكفي التجهّم في السما!"

قال: "الصبا ولّى!" فقلت له: "ابتسم... لن يُرجع الأسفُ الصبا المنصرما!"

كما يجعلك هذا الخطاب الوجداني تشعر بقيمة ابتسامتك ومدى تأثيرها على الآخرين:

قال: "اللّيالي جرّعتني علقما"

قلت: "ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعلّ غيرك إن رآك مرنّما

طرح الكآبة جانبا وترنّما".

ومن ثمّ، يتناول الشّاعر من خلال هذه القصيدة فلسفته من الحياة والوجود، مؤكّدًا ضرورة التّسلح بالتّفاؤل وعدم خضوع الذّات الإنسانيّة لليأس.

قال: "البشاشة ليس تسعد كائنا

يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما".

قلت: "ابتسم ما دام بينك والردى

شبر، فإنّك بعد لن تتبسّما!"

ويملك كلّ خطاب شعريّ عبرة رئيسيّة في فحواه. وفي هذه القصيدة، قد وضّح "أبو ماضي" مقصده بجعل اليائس متفائلًا، والحزين سعيدًا.

نوجز أنّ نعمة الابتسامة، هي من أجمل ما وهبنا اللّه من نعم روحيّة، فهي تقودك إلى الإيجابيّة التي تفتح لك بدورها أبواب النّجاح والأمل والعزيمة. كما وتبقى نعمة الابتسامة جواز عبورك نحو معانقة الفرح والانتصار والقيامة...

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته