القديس فلورنيوس (فلورين) الشهيد شفيع الإطفائيين

القديس فلورنيوس القديس فلورنيوس | Provide by Saints of the Universal Church Page / ACI MENA
القديس فلورنيوس. Provide by Saints of the Universal Church Page / ACI MENA
القديس فلورنيوس. Provide by Saints of the Universal Church Page / ACI MENA

القديس فلورنيوس (فلورين) الشهيد شفيع الإطفائيين

اسمه "فلورنيوس"، وهو اسم لاتيني يعني "أشقر". عاش القديس فلوريان في أيام الامبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس وكان قائد الجيش للإمبراطورية الرومانية في مقاطعة نوريكوم الرومانية.

ولد عام 250 م، وانخرط في شبابه بسلك الجندية وبالإضافة لواجباته العسكرية كان أيضاً مسؤولًا عن تنظيم فرق الاطفاء بالجيش حيث اشتهرت الامبراطورية الرومانية بتطوير فرق لإطفاء الحرائق بأحدث الوسائل في ذلك الحين (مضخة ماء تكبس يدوياً باليد وكانت التكنولوجيا الأحدث في العالم وقتها) وقام فلوريان بقيادة ٧٠٠٠ جندي لإطفاء الحرائق خصوصاً أن الامبراطور أولى اهتماماً بهذه الفرق بعد حريق روما في عصر نيرون عام 62 ميلادي. وكان فلوريان حسن السيرة والسمعة عند مرؤوسيه وهو ما دفعهم لأن يضعوه على نخبة الجيش ورجال الإطفاء. كما كانت وحدة فلوريان ناجحة جداً وذاع صيتها في الإمبراطورية بعد بطولاته في اخماد الكثير من الحرائق ومنها حوادث عند عامة الناس ولذلك تم تعيينه لتأمين الأماكن النائية من الامبراطورية وفي كل هذا لم ينسى أبداً تعاليمه المسيحية.

عُين بعد ذلك في نوريكوم في ولاية بافاريا لفرض القانون وجمع الضرائب في عصر داكيوس الذي بدء في عهده اضطهاد المسيحية، وكان عبث ومجون داكيوس وولعه بالأوثان الرومانية كبيراً جداً وأراد إرضائها بتنشيط عبادة الآلهة الرومانية فبدأ باضطهاد المسيحين وتعذيبهم بأشد أنواع العذاب.

سعى النظام الروماني لإبادة المسيحية وبأوامر مباشرة من دقلديانوس تم إرسال الوالي اقولينيوس خصيصاً لاضطهاد وإبادة المسيحيين وإحراق كنائسهم وكتبهم وهو ما جعل فلوريان يتمزق بين الأوامر والإيمان بداخله، فرفض أوامر الوالي بعد انقلابه على المسيحين وبعد اعتقال الآلاف منهم وسلم نفسه مجاهراً بالمسيح في مدينة لورتش، رغم مكانته في الجيش رافضاً المبدأ الروماني المفروض على الجنود وهو (لا تسأل ولا تقل شيئاً)، فأمر اقولينيوس قائد جيشه فلوريان بتقديم الذبائح والاضُحيات للآلهة الرومانية فرفض بكل صرامة وشدة وقبل الضرب والإهانة من جنوده بفرح عظيم.

تم تعذيب فلوريان بعد عصيان الأوامر بتسميره بالمسامير وإهانته وضربه، وتم سلخ جلده وحاولوا حرقه بالنار لكنه تحداهم قائلاً إنه إذا أشعلوا النيران فسوف يصعد عليها إلى السماء فتخوفوا منه لشجاعته فجلدوه بالسياط وجروه فكان نصف حي ونصف ميت وأخيراً استشهد حين اجتمعوا عليه وربطوا رقبته بحجر الرحى وألقوه مربوطاً في نهر اينس، وكان ذلك في عام 304 ميلادي.

شوهد أكثر من نسر حارس يحوم فوق جثته المتجمدة ليحميها وكذلك رأته امرأة بارة تدعى فاليريا في رؤية وأعلنت عن نيته في أن يُدفن في مكان أكثر ملاءمة في لينز. ويعرف عن هذا القديس البطل قيامه بالكثير من العجائب والمعجزات وعن شفاعته لرجال الإطفاء الذين يقاتلون لإطفاء النيران.

ما بين عامي 900-995 أُقيم دير قرب ضريح فلوريان ونشأت قرية سانت فلوريان ثم تم نقل جثمانه إلى دير سانت فلوريان بالقرب من لينز وبعدها بمدة نقل إلى روما.

وفي سنة 1138م أعطى البابا ليسيوس الثالث جزءاً من رفات القديس إلى الملك كاسيمير ملك بولندا ومنذ ذلك الحين يتم اعتبار القديس فلوريان هو راعي بولندا وشفيعها بالإضافة لمنطقة لينز ومنطقة شمال النمسا.

يعتبر الشفيع الأشهر لرجال الاطفاء البولنديين حيث تم انقاذ أحد رجال الإطفاء من الحريق بعدما طلب من القديس فلوريان أن ينقذه وقد كان.

هناك إخلاص شديد من سكان اوروبا الوسطى لهذا القديس ويقومون بعمل تقاليد وطقوس لاستشهاده، وبالقرب من لينز حيث يصب نهر الدانوب حصل العديد من معجزات الشفاء التي نُسبت للقديس البار خصوصاً عجائب النجاة من الحرائق.

يحتفل العالم في الرابع من مايو من كل عام باليوم العالمي لرجال الإطفاء وتحديداً في معظم دول أوروبا لأنه كنسياً يوم القديس فلوريان راعي رجال الإطفاء وهو عيد استشهاده.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته