تمزيق الكتاب المقدس والاعتداء على قس وسجنه ومحاكمته

قاعة الشهداء-صورة قاعة الشهداء | Provided by: Bobby Leon/ACI MENA

في 7 آذار، تم إصدار خطاب رسمي من قبل الوحدة الإدارية لمحلية الحاج عبدالله التابعة لولاية الجزيرة بإيقاف أي نشاط ديني داخل الكنيسة الكاثوليكية، فقد جاء ذلك بسبب قيام نهضة روحية لمدة ٣ أيام في شهر فبراير الأمر الذي ضايق أئمة وكبار أعيان منطقة الامتداد بمحلية الحاج عبدالله معترضين على صوت مكبرات الصوت التي لم تمكن المسلمين من تأدية صلاة الجمعة وسماع الخطبة بشكل جيد مما أدى إلى غضبهم الشئ الذي جعلهم يهاجمون قادة الكنيسة يوم الأحد متسبلين على أن هذه الكنيسة مملوكه لأهل المنطقة حيث قام ببنائها كاهن كاثوليكي مرسل قادم من الغرب لتكون مركز للأنشطة لخدمة أهل الحي الذين سمحوا آنذاك للمسيحيين لتأدية شعائرهم الدينية وأنشطتهم الروحية المسيحية بداخلها ولكنها ليست ملكهم وهذا غير صحيح لأن كل المستندات اليوم تقول بأن هذه الأرض ملك للكنيسة الكاثوليكية مسجلة باسم الكاردينال قبريال زبير واكو فقد جرت العادة طيلة ال٣٠ عاما، النظام البائد بعدم السماح ببناء أو شراء أي قطعة أرض لتكون كنيسة فعمل الكاردينال على شراء الاراضي وتسجيلها باسمه كوكيل عن الكنيسة الكاثوليكية في السودان وإحضار التصاريح والتصاديق لتكون مركز متعدد الأنشطة  والخدمات تخدم المؤمنين وأهل المنطقة لذلك أغلبية الكنائس اليوم في السودان تحت مسمى مركز وليس كنيسة ولقلة الدعوات الرهبانية صارت طائفة أخرى تستخدم الكنيسة بدلا عن الكاثوليك لعدم توفر كاهن/ شماس/ مبشر كاثوليكي للاحتفال بالقداس او لخدمة ليتورجيا الكلمة ولو حتى في الأعياد، ولقلة المؤمنين الكاثوليك الذين كان غالبيتهم من قبائل جنوب السودان وعادوا إليها بعد الانفصال عام ٢٠١١م وبقي عدد قليل منهم مع الكاثوليك القلة المنتمين إلى قبائل السودان وأما الغالبية من الطوائف المسيحية الأخرى الذين طلبوا من الأب الراعي لرعية ود مدني الكاثوليكية الإذن لاستخدام الكنيسة للصلاة وللأنشطة الروحية المسيحية ومن هنا بدئت الحكاية حيث إدعى أهل قرية الامتداد بمحلية الحاج عبدالله أن هذا المركز يتبع لهم عندما اكتشفوا الغياب الكلي للكنيسة الكاثوليكية. كانت التذمر الأول من أهل الحي تجاه الكنيسة والمؤمنين هو رفضهم لما يقوم به هؤلاء المسيحيين من استقطاب لشباب وشبيبة وأطفال الحي بتوزيع الحلوى والكتب المقدس لهم وللمارة ودعوتهم للمسيحية، هذا ما اعتبره أهل حي الحي بأنه  أمر مرفوض تماما وبما أن القانون السوداني اليوم لا يعاقب من يبشر مناديا بالإيمان المسيحي ففكر مسلمون حي الإمتداد بمحلية الحاج عبدالله بمهاجمة الكنيسة نفسها وأعمدتها وإحداث شجار حتى تتم تتغير معالم القضية من إضطهاد ديني لإزعاج عام وشجار وفعلا هذا ما حدث تضليل وتغير حيثيات القضية وجوهرها فقد تم فتح بلاغ ضد القادة المسيحيين وتم إقتيادهم إلى قسم الشرطة وسجنهم وإطلاق صراحهم بضمانة السيد ميرغني مساعد شرطة وهو رئيس المجلس الرعوي للكنيسة الكاثوليكية في ولاية الجزيرة بودمدني وبعد أيام جاء شباب الحي وقاموا بكسر أقفال الابواب ووضع أقفال جديدة فعندما جاء المسيحيين قاموا بالشيء نفسه وصولا لإشتباكات بالأيدي بين الطرفين وملاسنات الامر الذي دعا السيد قرشي عبدالرحيم مدير الوحدة الإدارية لمحلية الحاج عبدالله بإصدار بيان رسمي يمنع فيه إقامة أي نشاط ديني او ثقافي داخل الكنيسة لحين الفصل فيه من جهة أمن المحلية والدعوة والتوجية الامر الذي حير البعض ما دخل هيئة الدعوة الإسلامية والتوجيه في هذا الشأن فإن كانت القضية قضية أرض فهي من اختصاص شؤون الأراضي لتفصل في ملكية الأرض وأن كان الامر بخصوص دعوة المسلمين وتبشيرهم بالمسيحية برسالة الخلاص فهذا شئ لا يعاقب عليه القانون السوداني اليوم كما كان في السابق فالقانون السوداني اليوم يشجع ويعطي مساحة واسعة للحرية الدينية والثقافية بيد أن العقلية السودانية وبالأخص الإسلامية المتعصبة التي ما زالت ترفض القانون السوداني الذي تم تعديله بعد سقوط نظام الحكم الإسلامي الذي دام أكثر من ٣٠ عاما فهذا نتيجة، حصيلة نظام دام ٣٠ عاما، ولكن يبقى السؤال حول النظام الحاكم اليوم هل يعمل بالقانون الجديد أما أن هناك بعض الأفراد اللذين يرفضون قانون الحرية الدينية.

 قال قادة الكنيسة بأن خطاب الوحدة الإدارية ينص على إيقاف أي نشاط ديني او ثقافي ونحن نحترم هذا القرار ونطيعه ولكننا سنواصل صلواتنا كل يوم أحد لان القرار لم يمنعنا من تأدية صلاتنا. في يوم أحد السعف تهجم بعض الشباب على القس إسطفانوس عادل كجو وآخرين بقيادة أحد الشباب الذي قام بتمزيق الكتاب المقدس الذي كان في يد القس وتمزيق قميص القس مسيئا له ولمن معه من مؤمنين ومباشرة ذهبوا الشباب المتهجمين ودونوا شكوا بلاغية في شأن القس كجو فقد فعلوا كما يقول المثل (ضربني وبكى، سبقني واشتكى) ومباشرة تحرك رجال الشرطة ملقين القبض على القس كجو وإدارة الكنيسة الكاثوليكية بودمدني في حالة صمت دام شهرًا.

في أحد القيامة، بينما كان الجميع يحتفلون في كنائسهم بقيامة الربّ يسوع المسيح، كان مؤمنو منطقة الحاج عبدالله يحتفلون بالقيامة من داخل أسوار المحكمة الجنائية متضامنين مع القس كجو.

يوم ١٧ أبريل/نيسان ٢٠٢٢م بمحكمة جنايات الحاج عبدالله بولاية الجزيرة بدأت جلسة محاكمة القس / إستفانوس عادل كجو تحت المادتين، المادة ٦٩ المتعلقة بالإخلال بالسلامة العامة ، والمادة ٧٧ المتعلقة بالإزعاج العام، في البلاغ بالرقم ٤٠٢ للعام ٢٠٢٢م، الشاكي في البلاغ وهو شرطي يتبع لقسم الحاج عبدالله ولكن نشكر الله على تمكن المحامي الأستاذ شنباقو عوض مقدم أن يكون حاضرا في ذلك اليوم محتفلا بأحد القيامة بعيدا عن أسرته بعيدا عن رعيته، رعية قلب يسوع الأقدس بمنطقة ود رملي، قاطعا أميالا من العاصمة الخرطوم إلى ولاية الجزيرة مسيرة ٤ ساعات ومنها لمقر المحكمة الذي يبعد ساعتين، وذلك ليدافع عن القس كجو بلباقته المهنية وحكمته  الإلهية تم تأجيل جلسة المحاكمة ليوم الإثنين ٢٥ أبريل/نيسان وذلك لغياب الشاكي، صلاتنا أن يتدخل الرب وأن يثبت القس كجو والمؤمنين في منطقة الحاج عبدالله. 

أوضح لنا المحامي الأستاذ شنباقو عوض مقدم حيثيات القضية فهو الوحيد المخول له الاطلاع على تفاصيل القضية. سرد الأستاذ شنباقو أن تفاصيل الحادثة تعود ليوم الأحد الموافق ١٠ أبريل/نيسان ٢٠٢٢م حيث قام مجموعة من جماعة أنصار السنة المحمدية بمهاجمة كنيسة بمدينة الحلة الجديدة، قرية الامتداد بمحلية الحاج عبدالله لمنع المسيحيين من أداء شعائرهم الدينية بحجة ان المبني يتبع للحي او للجنة الخدمات والتغيير (جسم جديد كون بعد الثورة السودانية بديلا عن اللجنة الشعبية ولكنها تخدم نفس الغرض) كان ذلك أثناء الصلاة حيث قاموا بضرب القس/ استفانوس بالبونية وتمزيق قميصه وكذلك تمزيق الكتاب المقدس، وتكسير عدد من الكراسي والطرابيز، وكما قاموا بالاعتداء على الأخت رحاب كندة والأخت سيدة لوال ، مما سبب لهما إصابات بالغة و كذلك تمت الإساءة إليهم لفظيًّا... عالم العجائب، جدلية الحكم المدني بفكر إسلامي متعصب، جدلية رفض نظام إسلامي وقبول تكوين تيار إسلامي بنفس الوجوه المعروفة من نظام المؤتمر الوطني البائد، هذا من ناحية سياسية ومن ناحية منطقية هل جماعة أنصار السنة المحمدية أصبحوا مسؤولين عن وزارة التخطيط العمراني والبنية التحتية أم منفذين لقراراتها؟! من أعطاهم الحق القانوني في مداهمة الأماكن وبالأخص أماكن العبادة وما هي الشريعة الإلهية، ما هو السند القرآني الذي يأمرهم بعدم احترام المسيحيين وأماكن عبادهم واقتحامها وضربهم، من جعلهم حاكما...هل هذه شرارة لنشؤ حركة إخوانية في السودان؟! هل هذه شرارة حركة داعشية؟! هل ما حدث في كنيسة الحاج عبدالله صدفة أن يحدث في نفس التوقيت الذي حدثت فيه اضطهادات وانتهاكات وخراب ودمار لكنائس أخرى في السودان، وبأن يكون الهدف الكنائس الواقعة في أطراف المدن حتى لا يقدر أن يصلها شخص للمساعدة او لا يقدروا طلب المساعدة من شخص، لكنهم نسوا ان اتكال المسيحيين الأول هو الله "إن كان الله معنا فمن علينا" رومية 8: 31.

أضاف الأستاذ شنباقو عوض المحامي بأن الغريب والعجيب في الموضوع ان واحدا من المعتدين المدعو بانقا متهم أيضًا في هذا البلاغ بحجة انهم يثيرون الازعاج العام ويخلون بالسلامة العامة هو والقس/ استفانوس عادل كجو، فبحسب خبرتي ودراستي القانونية أن الصحيح ان يتم فتح بلاغ في مواجهة المدعو بانقا لأنه من قام بالاعتداء على المؤمنين داخل الكنيسة، وقام بتمزيق الكتاب المقدس (الإنجيل). فمنع أداء الصلوات والشعائر الدينية يعد انتهاكًا للحرية الدينية التي كفلتها الوثيقة الدستورية والمواثيق الدولية ... يواصل مسيحيو السودان في هذه الأيام الفصحية بتلاوة المزمور ١٢١  " ١. أرفع عيني إلى الجبال من أين تأتي نصرتي؟ ٢. نصرتي من عند الرب صانع السموات والأرض. ٣. لا ترك قدمك تزل ولا نام حارسك! ٤. ها إن حارس إسرائيل لا يغفو ولا ينام. ٥. الرب حارس لك الرب ظل لك إلى يمينك ٦. فلا تصيبك الشمس في النهار ولا القمر في الليل. ٧. يحرسك الرب من كل سوء هو يحرس نفسك. ٨. الرب يحرسك في ذهابك وإيابك من الآن وللأبد. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته