كارثة قد تؤدّي إلى إقفال كنيسة رابعة في السودان

كنيسة القديس يوحنا بوسكو-صورة كنيسة القديس يوحنا بوسكو-السودان | provided by: Isaac Komar
الأساتذة في مدرسة القديس يوحنا بوسكو-صورة الأساتذة في مدرسة القديس يوحنا بوسكو | provided by: Bobby Leon

الرئيس الأسبق لشباب رعية القديس يوسف الواقعة جنوب الخرطوم سامسون بيتر تحدّث عن انفلاتات سلوكية من بعض الشباب المسيحيين المنتمين لجالية جنوب السودان في أيام الثلاثية الفصحية بكنيسة القديس يوحنا بوسكو التي بنيت منذ الثمانينات بواسطة الرهبان السيلسيان.

في مساء السبت عند الساعة السادسة مساء، جاء عدد ما لا يقل على ١٠٠ شاب متفلت، حاصروا كنيسة القديس يوحنا بوسكو في  منطقة الكلاكلة الوحدة حيث توزعوا لمجموعات منهم من أغلق الشارع ومنهم من جاء يناوش ويعتدي على المؤمنين عند بوابة الكنيسة محاولين الدخول. هؤلاء الشباب المتفلتين أسرهم جزء من الكنيسة. هم شباب يجتمعون حسب قبائلهم بمعني أن حتى الروح القبلية والعنصرية وصلت للمتفلتين. هم شباب ينتمون لقبائل جنوب السودان. هم شباب يحملون الأسلحة البيضاء للتهديد والتخويف والنهب وسفك دماء. هم شباب لا يحبون التعليم ولا يحبون المتعلمين.  هم شباب لا يؤمنون بالله ولا يحبون المؤمنين. منهم من نال سر المعمودية عند ولادته ولكنه ضل طريقة بسبب عدم وجود التوجية التربوي والروحي لانشغال الكل بلقمة العيش وقلة الأباء الكهنة والرهبان والراهبات في السودان.

أكمل المهندس سامسون قوله إن هذه التفلتات الأمنية حدثت في قداس خميس الأسرار ولكن سيدات/أمهات الكنيسة وأمهات جمعية جنود مريم هن من تصدين لهم. حكمة عظيمة من هؤلاء الأمهات أن يخرجن بدلا عن الشباب حتى لا يحدث سفك دماء إلى أن وصلت القوة الأمنية لتبسط الأمن حول الكنيسة أما يوم قداس سبت النور فقد أشار المهندس سامسون بأن الكنيسة كعادتها دوما أرسلت خطاب للجهات الأمنية المختصة المتمثلة في قسم شرطة الكلاكلة الوحدة لتأمين قداس الليلة الفصحية ولكن تأخير القوة الأمنية اللذين تم توجيه خطاب رسمي لهم لحماية قداس سبت النور بسبب تناولهم وجبة الإفطار الرمضاني جعل هؤلاء الشباب ينتهزون هذه الفرصة لإحداث الفوضى.

قال المهندس سامسون: إن هؤلاء الشباب المتفلتين أذكياء جدا إن لم يكن ورائهم شخص أو فائدة مالية. عملوا أن يجعلوا المشهد في صورة ضبابية فقد تعرضوا على فتاة مسلمة سودانية بالضرب والتنمر على العلم من أن الثقافة السودانية اليوم ذو الطابع الإسلامي نشأ على حماية الدين والشرف والعرض. إصابتهم لنقطة جوهرية لا يمكن السكوت عنها. فعلا خرج أهل المنطقة وعيونهم تولع شرار وأنفاسهم تتصاعد مطاردين هؤلاء المتفلتين وبعدها مباشرة توجهوا إلى الكنيسة حيث طالبوا بتوقف قداس سبت النور فورا مشيرين على أن هذه الكنيسة أصبحت بؤرة يجذب العصابات المتفلته.

والجدير بالذكر أن مثل هذه التفلتات الأمنية من قبل بعض الشباب المنتمين لدولة جنوب السودان أدى في شهر مارس/آزار الماضي لتشريد قرية كاملة ودمار كنيستين وحرق البيوت وقتل رضيع وشخصين بالغين ونسبة لأن البلاد تمر بمشاكل كثيرة من ثورة شعبية وإنقلاب عسكري كما يسميه البعض ومحاربة تجار الإقتصاد وفي نفس الوقت تقوية العلاقات مع العالم أجمع، دول الجوار وبالأخص مع نصفها الأخر جنوب السودان، كل هذا ولأسباب سياسية أخرى جعلت المشهد هادئا. لكن هذه التفلتات الشبابية كانت موجوده في وقت سابق في نفس الكنيسة ولكن كلمة الحق تقال: عندما نذكر إسم الأستاذ إيمانويل سابينو موجوك عند عودته من رحلته الدراسية من الهند حاملا شهادة الماجستير عمل جاهدا على إمتصاص هذه العدائية من قبل إهل الحي والشباب المتفلتين تجاة الكنيسة والمؤمنين، حيث أنشاء مدرسة مسائية لليافعين والشباب الذين فاتهم التعليم وعمل على جمع صفوف الشباب وجذبهم إلى الكنيسة وأشتراكهم في جميع الأنشطة فقد كان يقول بأن الرب يسوع المسيح لم يأتي للأصحاء وإنما للمرضى. الأستاذ إيمانويل سابينو بجانب تدريسه في كلية كمبوني للعلوم والتكنولوجيا،  قسم العلوم التربوية واللاهوتية وإنغماسه في العمل الأكاديمي في مدرسته، مدرسة القديس يوحنا بوسكو إلا أنه لم ينسى أن يضم هؤلاء المتفلتين، فقد كان يقول هؤلاء ليسوا بمتفلتين وفاقد تربوي كما إعتدنا على تسميتهم وإنما هم خراف ضالة وسنعمل على إرجاعها لحظيرة الرب يسوع المسيح. فقد كان الأستاذ إيمانويل سابينو يقتدي دوما برسالة القديس يوحنا بوسكو الذي كان يحث الشباب على عمل الخير (إفعل كل شئ ما عدا الخطيئة) فعمل على دعوة الشباب المتفلتين (الخراف الضالة) على أن يكونوا مؤمنين بعقيدتهم وعاملين بها لا سامعين فقط وأن يمتلؤ بالحيوية  والنشاط مبادرين في فعل الخير ولكنه عرف أن هذا يحتاج أن ينظر الشباب ألى أنفسهم حتي يعرفوا ذواتهم مقتدين بحياة القديسين مبتعدين عن الطرق المعوجه سائرين في طريق المسيح حيث السلام والمحبة والرجاء رافضين الخطيئة التى تسبب الموت الروحي وتفقد السلام الداخلي مجتهدين كل يوم أن يكونوا قدوة حسنة وروح جميل بين أقرانهم  الشباب وقديسين  أحياء على الأرض. هذا العمل المبارك لم يستمر كثيرا بعد زواج الأستاذ إيمانويل سابينو من الطبيبة جيجي وسفرهما للعمل والخدمة في دولة جنوب السودان، فقد حاول الشباب من بعده ولكنهم لم يتمكنوا من مواصلة العمل لفقدانهم للإنسانية  ولبعض الفضائل المسيحية وعدم صبرهم وتحملهم للأخر، يوما بعد يوم ينسحب الشباب من الكنيسة ويعود لحياته الدنيوية حيث تم إستقبالهم عدو الخير معطيا إياهم خطط وتوجيهات شيطانية لتدمير الكنيسة بمن فيها. فهؤلاء الشباب الان يعرفون مداخل ومخارج الكنيسة والمؤمنين المؤثرين في الكنيسة.

المهندس سامسون وجهة رسالة صوتية في مكالمة مباشر Facebook Live لمسؤلي ولاية الخرطوم حتى لا يتكرر هذا الأمر وحتى لا تظن الحكومة والمجتمع السوداني أن هؤلاء هم جزء من الكنيسة، فمثلا هذه الأخلاقيات لا تشبه المسيحية. موضحا أن هذه الإنفلاتات الأمنية هي ظاهرة تسمى بإسم مجموعات/عصابات النيقرز فهي ظاهرة تؤثر على حياة المسيحين روحيا وإجتماعيا.

المهندس سامسون أرسل رسالة اعتذار لأهل المنطقة التى بها الكنيسة، مضيفا أن هؤلاء الشباب نعم هم جنوب السودان مثلهم مثل أغلبية مؤمنو كنيسة القديس يوحنا بوسكو وهم مسيحيون بالمعمودية ولكنهم لا يعرفون الله ولا يؤمنون به فلم تقتصر تصرفاتهم على الخارج وإنما على أهلهم أيضا رافضين التوجية التربوي الأسري.  هؤلاء المتفلتين لا يذهبون إلا مكان التجمعات الجنوبية واليوم الكنيسة هي المكان الوحيد الذي يجمع المواطنين المسيحيين المنتمين لدولة جنوب السودان.  في ختام قول المهندس سامسون للسيد المحافظ  والوالي لولاية الخرطوم ولمعتمد محلية جبل أولياء أن يصلوا لبيان مشترك لحسم مثل هذه التفلتات الشبابية الذي حدثت في الخرطوم بحري الكدرو وأمدرمان والخرطوم جنوب الكلاكلات واللائحة تطول. طالبا وضع قانون رادع لإزالة مثل هذه الظواهر السالبة التي تهدد الكنيسة والمدراس التى بها اللاجئين من دولة جنوب السودان ويكون ضحيتها أيضا المواطن السوداني.

 ومن هنا ناشد أيضًا المهندس سامسون حكومة جنوب السودان ومؤتمر أساقفة السودان وجنوب السودان بعمل الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين الزيارة المرتقبة للبابا فرنسيس في يوليو/تموز المقبل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته