شفيعة الأمور المستحيلة... القدّيسة ريتا والمسيح المصلوب

القدّيسة ريتا دي كاشيا القدّيسة ريتا دي كاشيا | مصدر الصورة: Paula Moraes Designer/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة ريتا في 22 مايو/أيّار من كلّ عام. قدّيسة تمكّنَت بقوّة صلاتها من تحويل المستحيل إلى ممكن.

أبصرَت ريتا النور في روكا بورينا بمنطقة أومبريا الإيطاليّة عام 1381. وبعدما مضى وقت طويل على زواج والديها، وطعنا في السنّ من دون أن يُرزَقا ولدًا، أثمرَت حرارة صلاتهما، ومنحهما الله بأعجوبة سماويّة الطفلة مارغريتا التي عُرِفَت باسم ريتا.

عشق المصلوب ومناجاته

منذ طفولتها، تميّزت بعشقِها للمصلوب ومناجاته. وحين بلغت سنّ المراهقة، رغبت في تكريس ذاتها بكلّيتها للمسيح، إلّا أنّها أُرغِمَت على الزواج، بأمر الطاعة لوالديها، من شاب شرس الأخلاق. فعرفَت معه مختلف أنواع العذاب، لكنّها عاشت آلامها بصبر، وصلّت كثيرًا من أجله.

وبعد درب جلجثتها المرير، استجاب الربّ لصلاتِها وتابَ زوجها. ومن ثمّ رُزِقَت منه ولدَين. وفي أحد الأيّام، قُتِلَ زوجها على يد أعدائه، فغفرت ريتا للقتلة، لكنّ ولدَيها أصرّا على الانتقام. فتضرّعت للخالق أن يأخذهما إليه وألا يسمح لهما باقتراف جريمة انتقامًا، فمرض ولداها وماتا بعدما تزوّدا بالأسرار المقدّسة.

الترهّب وشوكة إكليل المسيح

حين عانقها شوق الترهّب من جديد، قرعت باب دير القديسة مريم المجدليّة للراهبات الأغسطينيّات في بلدة كاشيا. فرُفِضَ طلبها بالانضمام إلى الراهبات لأنّها أرملة. وفي إحدى الليالي، أرسل الله قديسيه لمساعدتها، فحملوها بأعجوبة إلى ذلك الدير. وفي الصباح، دُهِشَت الراهبات بوجود ريتا بينهنّ، فأخبرتهنّ بما حصل معها. وهكذا تحقّقت أمنيتها وأصبحت راهبة.

وفي المحطّة الأخيرة من حياتها، غُرِسَت شوكة من إكليل المسيح المصلوب في جبينها بشكل عجائبي. فتذوّقَت مرارة الألم طوال خمسة عشر عامًا، إلى أن رقدَت بعطر القداسة في 22 مايو/أيّار 1457. أعلنها البابا أوربانوس الثامن طوباويّة عام 1628، ورفعها البابا لاوون الثالث عشر قديسة على مذابح الربّ عام 1900.

لِنُصَلِّ مع شفيعة الأمور المستحيلة، كي نؤمن على مثالِها، بأنّ قوّة الصلاة تُحوِّل المستحيل إلى ممكن.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته