القدّيس جرجس... شجاعة القائد العسكريّ مدمِّر الأوثان

لوحة جداريّة للقدّيس جرجس في بلدة مالي شماليّ إيطاليا لوحة جداريّة للقدّيس جرجس في بلدة مالي شماليّ إيطاليا | مصدر الصورة: Clara/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد جرجس في تواريخ مختلفة، منها 23 أبريل/نيسان من كلّ عام. قديس توِّج بإكليل النصر الأبديّ حُبًّا بالمسيح، وحمل لقب أمير الشهداء.

أبصر جرجس النور في النصف الثاني من القرن الثالث، ونشأ في مدينة اللدّ الفلسطينيّة. وتميّز بشجاعته ومحبّته العميقة للمسيح. وحين توفِّي والده، اهتمّت أمّه بتربيته، فحفرت في وجدانه أسس الإيمان المسيحيّ.

حين بلغ السابعة عشرة من عمره، التحق جرجس بالسلك العسكري الروماني، وأصبح قائدًا مميّزًا لفرقة كبيرة. وذات يوم، عَلِمَ القائد أنّ الحاكم داديانوس علّق على جدار البلاط الملكي أمرًا قضى باضطهاد المسيحيين وهدم الكنائس وحرق الكتب المقدّسة، فمزّق المنشور بكلّ جرأة.

لكنّ الجنود قبضوا عليه وساقوه إلى الحاكم الذي فَشِلَتْ جميع محاولاته بجعله يسجد للأوثان. ظلّ جرجس راسخًا في إيمانه القويم. عندئذٍ، غَضِبَ ذلك الحاكم الشرير، وأمر بتعذيبه ووضعه في السجن.

ويُروى أنّ في خلال احتفال كبير، دخل جرجس أحد معابد الوثنيين، متظاهرًا بأنّه سيسجد لآلهتهم. فتقدّم نحو أحد التماثيل، ورسم إشارة الصليب، ثمّ قال للتمثال: «أتريد أن أقدّم لك السجود كأنّك إله الحقّ؟». فأجابه التمثال بصوت جهير: «كلّا، أنا لستُ إلهًا بل الإله الحقّ هو الذي تعبده». وعلى الفور، تحطّمت الأوثان وسقطت أرضًا.

حينئذٍ، صرخ الجميع: «الموت لجرجس الساحر!». فعرف جرجس مختلف أساليب التعذيب على مدى سبع سنوات، لكنّ يد الربّ يسوع خلّصته من الموت أكثر من مرّة، لكي تبصر النفوس الضالّة نور المسيح. وأخيرًا توِّجَ بإكليل النصر الأبديّ في مطلع القرن الرابع، وحمل لقب أمير الشهداء، وصنع الله على يده معجزات لا تحصى.

لِنُصَلِّ مع أمير الشهداء، كي نتعلّم على مثاله، كيف نشهد لإيماننا المسيحي بكلّ جرأة ولا نهاب الموت حبًّا بالمسيح، وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته