القدّيس بنديكتوس… روح العطاء في قلب الكنيسة

القدّيس بنديكتوس مؤسِّس الرهبنة البنديكتيّة القدّيس بنديكتوس مؤسِّس الرهبنة البنديكتيّة | مصدر الصورة: Nancy Bauer/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس بنديكتوس مؤسّس الرهبنة البنديكتيّة في تواريخَ مختلفة، منها 15 مارس/آذار من كلّ عام. قديس تخلّى عن حياة العزّ، وسار في طريق الزهد والتقشّف.

أبصر بنديكتوس النور في مدينة نورتشا الإيطاليّة عام 480. كانت أسرته غنيّة وتقيّة. ولمّا بلغ سنّ المراهقة، اجتاحته رغبة قويّة في التخلّي عن حياة العزّ والرفاه والسير في طريق العبادة الحقّة وممارسة أعمال النسك.

فغادر بيت أبيه سرًّا، وتوجّه صوب الجبال،  ينشد الصمت والسكينة ويتأمّل مبدع الكون وخالقه وما صنعت يداه. وذات مرّة، التقى راهبًا قديسًا اسمه أرومانوس، فأخبره عن رغبته العميقة في التنسّك. عندئذٍ، قرّر هذا الراهب مساعدته، وألبَسَهُ الإسكيم الرهباني.

وبعد تلك المحطّة، عاش بنديكتوس لحظات مكلَّلة بالتقوى والصوم والتقشّف طوال ثلاث سنوات. وكانت التجارب تلاحقه على الدوام، كلّما تقدّم أكثر على المستوى الروحي، إلّا أنّه كان يقاومها بثبات. وبعد جهاد طويل، انتصر عليها كلّها بقوّة المسيح.

ولمّا انتشر عطر فضائله من حوله، أتى إليه كثيرون، طالبين التتلمذ على يده. فأنشأ لهم الأديار ووضع لهم القوانين وكان يعلّمهم كيفيّة الصلاة، ويحضّهم على التجذُّر في الإيمان القويم ومحبّة المسيح، وكذلك السعي غير المنقطع إلى بلوغ الخلاص الأبديّ.

وفي العام 530، بنى بنديكتوس الدير الأساسي لرهبانيّته بإلهام من الله على جبل عالٍ وبعيد من ضجيج العالم، معروف باسم جبل كاسينو. وبعدها أمضى هذا الراهب القديس نحو ثلاثة عشر عامًا في ذلك الدير.

وأخيرًا انتقل لمعانقة فرح الحياة الأبديّة في العام 547. وبعد موته، توسّعت الرهبنة البنديكتيّة، وأخذت تنتشر رسالتها في جميع أنحاء العالم، مشدّدةً على أهميّة عيش روح الخدمة والعطاء في قلب الكنيسة.

يا ربّ، علّمنا كيف نبحث عنك وسط الصمت والسكينة، ونتأمّل في جمال ما صنعت يداك، على مثال هذا القديس، فنَنشد معه جوهر العبادة الحقّ، مؤكّدين فرحك ومجدك الذي لا يُقهر وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته