ما قصّة الشهداء الأربعين الأبطال؟

الشهداء الأربعون الشهداء الأربعون | مصدر الصورة: بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار الشهداء الأربعين في تواريخَ مختلفة، منها 9 مارس/آذار من كل عام. هم من استشهدوا حبًّا بالمسيح.

عاش الشهداء الأربعون الأبطال في القرن الرابع، في الكبادوك، وكانوا جنودًا في فرقة رومانيّة خاضعة لسلطة القائد ليسياس الوثني. وفي أحد الأيّام، اجتمع الجيش من أجل تقدمة الذبائح للأوثان في سبسطية-أرمينيا، فرفض هؤلاء الأبطال المشاركة فيها. عندئذٍ استدعاهم الحاكم أغركولا وحقّق معهم، فاعترفوا بكلّ جرأة ومن دون خوف بإيمانهم المسيحي.

غَضِبَ الحاكم وأمرهم بتقديم الذبائح للأوثان، فلم يُنَفِّذوا ما أراده. حينها، هدَّدهم بتجريدهم من مناطق جنديّتهم، لكنّ كلامه لم يؤثّر فيهم وتمسّكوا أكثر بمحبّة المسيح، فوضعهم في السجن. وفي اليوم التالي، عاد الحاكم وحاول معهم مجدّدًا إنّما بلا جدوى.

كذلك، سعى قائدهم ليسياس إلى إقناعهم بالتراجع إلّا أنه فشل أيضًا. عندئذٍ أمر هذا الأخير بتعذيبهم، فضُرِبُوا بالحجارة، لكنّها كانت تعود إلى الفاعلين. وبعدها طُرحوا من دون ثيابهم في بحيرة من الجليد كي يموتوا من الصقيع، فتراجع أحدهم عن إيمانه، وألقى بنفسه في حمّام ساخن قريب ومات. حزن هؤلاء الأبطال لكنهم ظلّوا متجذّرين في إيمانهم القويم.

وفي تلك اللحظات، رأى أحد الحرّاس نورًا عظيمًا نازلًا من السماء مع أربعين إكليلًا لتُتوّج رؤوس الشهداء التسعة والثلاثين. فاخترقت في لحظتها نعمة الإيمان الحقّ جوف أعماق الحارس الذي صرخ: «أنا مسيحي!»، ورمى بنفسه في تلك البحيرة ليعود عدد الشهداء إلى أربعين.

وفي اليوم التالي أُحْرِقَت أجسادهم التي تحوّلت إلى باقة رماد أُلقِيَت في النهر. وجَمَعَ المسيحيّون بقايا رمادهم ووزّعوها على شكل ذخائر مقدّسة. وهكذا فاح عطر قداستهم، وبُنِيَت الكنائس تكريمًا لهم.

فيا ربّ، علّمنا كيف نشهد لمحبّتك ولِإيماننا المسيحي، على مثال هؤلاء الشهداء الأبطال بكلّ جرأة وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته