«تدخَّل مار شربل وبدَّل حياتي»... حكاية لبنانيّ مع الشلل الرباعيّ

شربل دغفل شربل دغفل | مصدر الصورة: شربل دغفل

شربل دغفل، لبنانيّ مسيحيّ، وحيد بين أخواته الستّ. أصيب بالشلل الرباعيّ نتيجة تعرُّضه لحادثة قبل أربعة وعشرين عامًا. لكنّ رحلته مع الألم كانت مختلفة بفضل مار شربل مخلوف.

يطلّ دغفل اليوم عبر «آسي مينا» لِيُشارك اختباره مع الوجع، وكيفيّة انتصاره عليه بقوّة المسيح.

رسالة من قدّيس عنّايا 

أخبر دغفل: «كانت حياتي عاديّة مثل أيّ شاب. أتعلّم، وأملك سيارتي. أحبّ السهر والحياة الصاخبة. لكن في 29 ديسمبر/كانون الأوّل 1999، تبدّلت حياتي. فقد تعرّضتُ لحادثة أليمة بينما كنتُ أقود درّاجتي الناريّة، فأصِبتُ في إثرها بالشلل الرباعيّ».

وأضاف: «بينما كنتُ في العناية الفائقة والأطبّاء يؤكّدون أنّني سأموت بعد يومين، تدخَّل القديس شربل. فبأعجوبة إلهية ظهر لي قائلًا: "قوم شراب معي من سبيل ألمي وما تخاف". وبعد خضوعي لعمليّة جراحيّة، استغرقَتْ وقتًا أقلّ ممّا كان متوقّعًا، نهضتُ أخاطب أهلي بشكل عادي، ففهمتُ حينها ما قاله لي القديس شربل».

رفضتُ الاستسلام 

تابع دغفل: «بعدها نُقِلتُ إلى مستشفى خاص بالعلاج الفيزيائي. وبدأتُ أتساءل: لمَ حصل ذلك معي؟ ومع مرور الوقت عرفتُ ما خَسِرتُه. فلم أعُد أتمكّن من المشي وتحريك يديّ. لم أُعاتب الله، بل أيقنْتُ أنّ ما حصل بسبب الطيش الذي عِشتُه».

شربل دغفل. مصدر الصورة: شربل دغفل
شربل دغفل. مصدر الصورة: شربل دغفل

وأردف: «بعد أحد عشر شهرًا، خرجتُ من المستشفى رافضًا الاستسلام. فأكملْتُ دراستي، ورحتُ أعمل. وفي العام 2016، أسَّسْتُ تاكسي خاصًّا يُدعى "ويلتشير تاكسي"، وهو فريد من نوعه في لبنان، لخدمة الأشخاص المقعدين ونقلهم بسهولة إلى حيثما يريدون».

هكذا التقيتُ زوجتي…

كشف دغفل: «في العام 2017، تواصلْتُ مصادفةً، من خلال اتصال هاتفيّ، مع المرأة التي غدت اليوم زوجتي. فاكتشفتُ أنّني التقيتها عام 2000، إذ كانت أمّها تتلقّى العلاج في المستشفى عينه حيث كنتُ. وبعد مرور سنة على الاتصال، خطرت في بالي، فبحثت عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

شربل دغفل في يوم زفافه. مصدر الصورة: شربل دغفل
شربل دغفل في يوم زفافه. مصدر الصورة: شربل دغفل

وفسّر: «هكذا بدأنا نتعارف. كنتُ صريحًا معها إزاء واقعي، وطلبتُ منها إخبار والدها بذلك. فَصُدِمَ في بادئ الأمر. لكنّه حين عرف حجم نضالي وقوّة إيماني، بارك علاقتنا. وفي العام 2023، وعلى الرغم من جميع التحديات، تكلّلَت قصّة حبّنا بالزواج».

أنا اليوم أسعد مخلوق 

أردف دغفل: «منذ ظهر لي مار شربل بدأتُ أتعرّف إلى المسيح وحبّه لي. وعرفت كم أضعت من الوقت باهتمامي بالأمور الأرضيّة بعيدًا عنه. فاليوم أنا أسعد مخلوق رغم أنَّني مقعد، إضافةً إلى خسارتي والدي وغيرها من الظروف».

وختم دغفل حديثه إلى «آسي مينا» قائلًا: «أشكر المسيح على عطاياه. وكلّ ما أصنعه هو تحت نظره، كما قال الطوباوي إسطفان نعمة: "الله يراني". ولا بدّ من حمل صليبي بفرحٍ وبقوّة المسيح، فالقديسة رفقا تحدثت عن الجرح السادس. ومريم تلفّني بثوبها المقدّس كي أبني مع زوجتي عائلة صالحة، تحبّ المسيح وبنعمته تحيا القداسة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته