القدّيسة أغنيس… شهيدة البتوليّة والإيمان في زمن الاضطهاد

صورة القدّيسة أغنيس في كاتدرائيّة الحبل بلا دنس المباركة، فينيكس-أريزونا صورة القدّيسة أغنيس في كاتدرائيّة الحبل بلا دنس المباركة، فينيكس-أريزونا | مصدر الصورة: Bill Perry/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة أغنيس البتول في تواريخ مختلفة، منها 26 يناير/كانون الثاني، من كلّ عام. هي من استشهدت حبًّا بالمسيح.

أبصرت أغنيس النور في أواخر القرن الثالث في مدينة روما، ويعني اسمها الطاهرة. نشأت في أسرة مسيحيّة تقيّة، ربّتها على التقوى وعيش الفضيلة. وكانت كلّما اشتعلت بالإيمان الحقّ والخشوع أكثر، تزداد نقاوة وجمالًا.

وفي الثانية عشرة من عمرها، سمعت صوت الربّ يسوع يناديها، فقرّرت عندئذٍ تكريس ذاتها بكلّيتها له محتقرةً مجد العالم الباطل. وردّت كثيرات من الفتيات عن طريق الضلال وعبادة الأوثان، وأرشدتهنّ إلى الإيمان القويم.

وفي أحد الأيام، بينما كانت أغنيس ذاهبة إلى الكنيسة، وقع عليها نظر ابن حاكم المدينة، فأُعجب بجمالها الساحر، ومن ثمّ بدأ يراسلها مفصحًا لها عمّا يختلجه من أحاسيس نحوها، ومعبّرًا لها عن رغبته بالزواج بها. عندئذٍ، أخبرته أغنيس بأنّها مخطوبة للعريس السماوي، وهو الربّ يسوع المالك على كلّ قلبها وكيانها.

فغضب بقوّة، وأبلغ السلطات الرومانيّة عن حقيقة عبادتها، فقبض عليها جنود الحاكم الذين حاولوا إجبارها على السجود للأوثان، إلّا أنّها رفضت ذلك معلنةً وبكلّ جرأة إيمانها المسيحي. فهدّدها الحاكم بأنّه سيرميها في بيتٍ من بيوت الدعارة، لكنّها لم تخف أبدًا وظلّت متجذِّرة بمحبّة المسيح.

لم يتمكّن أحد من أذيّة أغنيس، بل انتصرت على تلك التجربة بقوّة المسيح المعانِقة روحها، وكان كلّ من يقترب منها يرتدّ خائفًا. استمرّ جنود الحاكم في تعذيبها، بأعنف الوسائل، وكانت العناية الإلهيّة تحميها في كلّ مرّة، إلى أن استشهدت مقطوعة الرأس، حبًّا بالمسيح في مدينة روما، مطلع القرن الرابع.

فيا ربّ، علّمنا كيف نشهد لإيماننا المسيحيّ ونترسّخ بمحبّتك على مثال هذه القديسة الطاهرة، وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته