بمَ تميّز القدّيس البابا سرجيوس الأوّل؟

البابا سرجيوس الأوّل يرسم القدّيس هوبرت من لييج أسقفًا البابا سرجيوس الأوّل يرسم القدّيس هوبرت من لييج أسقفًا | مصدر الصورة: Public domain

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس البابا سرجيوس الأوّل، في تواريخ مختلفة، منها 23 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو من تميّز بتقواه ومحبّته الصادقة في إدارة شؤون الكنيسة المقدّسة.

ولِدَ سرجيوس في أنطاكيا بمنتصف القرن السابع. ومنذ حداثته، عرف كيفية ممارسة الإيمان القويم والتقوى وأسمى الفضائل الروحيّة. وفي العام 687، انتُخِبَ حبرًا أعظم، فتميّز بمحبّته الصادقة وحكمته في تدبير احتياجات الكنيسة المقدسة، ودامت حبريّته 14 عامًا.

ومن ثمّ عقد الإمبراطور يوستنيانوس الثاني مجمعًا في العام 692، بهدف فرض النظام الكنسي الشرقي على روما والغرب. عندئذٍ، تصدّى البابا لتلك المحاولات، ورفض التصديق على قوانين ذلك المجمع، وتحديدًا القانون الذي لا يسمح بتبتّل الكهنة.

لكنّ الحاكم لم يعجبه موقف البابا، وغَضِبَ منه بقوّة، وقرّر عزله من منصبه. فأرسل قائد جيشه زكريا يحضره إلى القسطنطينيّة. ولكنّ ما حصل مع الأخير تخطّى جميع تصوّراته. فحين وصل إلى مقرّ سرجيوس، هجم الشعب الروماني عليه، وكاد يقتله، إلّا أنّه طلب حماية البابا الذي لم يسمح لأحد بأذيّته. حينئذٍ أدرك القائد خطأه الفادح وشكر فضل البابا عليه. وبعدها اعتنق الإيمان المسيحيّ معلنًا توبته ونال سرّ العماد.

وكان لسرجيوس الفضل في إدخال صلاة «يا حمل الله» إلى الذبيحة الإلهيّة بحسب الطقس اللاتيني، وكذلك إقرار الاحتفال بتذكارَي «تقدمة المسيح إلى الهيكل» و«البشارة». ومن ثمّ ساهم في تأسيس أفضل العلاقات مع فرنسا. وأخيرًا، بعدما كرّس حياته في خدمة المسيح ونشر تعاليمه المقدّسة، رقد بسلام في العام 701.

لِنُصَلِّ مع هذا البابا القديس، كي نحيا على مثاله بروح التقوى والإيمان الحقّ إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته