القدّيس أنطونيوس الكبير… مؤسّس الحياة الرهبانيّة الجماعيّة

دير القدّيس أنطونيوس المعروف باسم دير قزحيا في وادي قاديشا-لبنان دير القدّيس أنطونيوس المعروف باسم دير قزحيا في وادي قاديشا-لبنان | مصدر الصورة: Fotokon/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس أنطونيوس الكبير، أبي جميع الرهبان، في 17 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو من ترك قشور هذا العالم وسار صوب البرِّية مُكرِّسًا ذاته بكليّتها للمسيح.

أبصر أنطونيوس النور في مصر قرابة العام 251. ترعرع وسط أسرة مسيحيّة، مُحَصَّنة بروح الإيمان والتقوى، فربّته على عيش الفضيلة. ومن ثمّ رقد والداه بسلام تاركَين له أختًا أصغر منه. وفي أحد الأيام، وبينما كان أنطونيوس يصلّي في الكنيسة، سمع صوت الربّ يسوع يخاطبه بهذه الكلمات: «إذا أردتَ أن تكون كاملًا، فاذهب وبِع أموالك وأعطها للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعالَ اتبعني» (مت 19: 21). عندئذٍ اخترقت تلك الكلمات كيانه، فقرّر ترك قشور هذا العالم، وتكريس ذاته بكلّيتها للمسيح. اقتسم الميراث مع شقيقته، ووزّع جميع ممتلكاته على الفقراء والمساكين.

ومن ثمّ سار أنطونيوس صوب البرّية، ناشدًا حياة التقشف والصوم. كان يحيا صلاته حتى شروق الشمس، متذكّرًا قول السيد المسيح: «اسهروا وصلّوا لئلّا تدخلوا في تجربة» (مت 26: 41)، ولكن على الرغم من صلاته العميقة، كان يتعرّض باستمرار للتجارب، وكان ينتصر عليها بقوّة المسيح.

وتوغّل أكثر في الصحراء يناجي الخالق، فذاع صيته من حوله، وبدأ الناس يأتون إليه من كلّ صوب، كما تتلمذ على يديه كثيرون، فأنشأ لهم الأديار. لذلك، دُعِيَ أنطونيوس بحقّ «مؤسّس الحياة الرهبانيّة الجماعيّة»، وكان أوّل من وضع القوانين لها.

وفي العام 311، وبينما كان المسيحيون يعيشون الاضطهاد في الإسكندريّة، أسرع أنطونيوس إليهم، وبدأ يقوّي عزيمتهم ويحضّهم على الثبات في إيمانهم القويم. وحين دنت ساعته، زار تلاميذه للمرّة الأخيرة، فأعطاهم بركته الأبوية، وأوصاهم بالتجذّر في محبّة المسيح، وطرد الشوائب التي تدنّس أفكارهم. ومن ثمّ رقد بعطر القداسة في منتصف القرن الرابع.

يا ربّ، علّمنا كيف نحيا الصلاة باستمرار على مثال هذا القديس، فننتصر على تجاربنا بقوّتك، مؤكّدين أنّك سرّ فرحنا الأبديّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته