الاثنين من الاسبوع المقدس بحسب الطقس الكلداني

كتاب حوذرة نص من الحوذرة (كتاب الصلوات اليومية للطقس الكلداني) ومقطع من صلاة أثنين الأسبوع المقدس | Provided by: ACI MENA

نتامل في هذه الايام بحدث موت وقيامة المسيح، انه حدث الفصح. للتامل بهذا الحدث يجب ان يوضع ضمن مخطط الله الخلاصي والذي هو كل واحد وتحقق في عدة مراحل. مرحلة العهد القديم ومرحلة العهد الجديد مع المسيح. للربط ما بين هذه المراحل نتكلم عن صور ما بين المرحلتين لغرض ملاحظة ما كان جزءا وما هو الكل والكامل. لدينا صورة من العهد القديم هي الشجرة المغروسة في الجنة
: " مِن جَميعِ أشْجارِ الجَنَّةِ تأكُل،  وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا"
( التكوين 2: 16 -17). ان ما يريد الكاتب ان يقوله بخصوص الموت في حالة الاكل من الشجرة هو ان الانسان عندما يتصور نفسه غير محتاج الى الله، عندما يقيس الامور كما يراه هو وكما يحلو له، فالنتيجة هي مباشرة: انه الموت، لان الانسان سوف يقيس الامور بمقياسه الضيق والذي تسيطر عليه الانانية. هذه الانانية هي شعور دسته التجربة في قلب الانسان عندما شوه بها الشيطان صورة الله امام ادم:
" فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ"
( التكوين 3: 5). اذا كان ادم وحواء يعرفان ان الله هو السيد والقادر على كل شيء، ويظنون خطأ انه لا يريد ان يصبح اخر مثله، فهذا يعني ان يضع الانسان نفسه كاله هو ان يقلده، اي ان يصبح مثله الها انانيا. الانسان بمحاولته ليكون هو في المركز ويلغي دور الله فهذا يعني ان يطبق معرفته الخاطئة بخصوصه ويصبح غيورا وانانيا وحاسدا. هنا تبدا مأساة الانسان.

صورة الشجرة هذه تقابلها صورة اخرى لشجرة اخرى: انه الصليب. اذا كان الصليب شجرة فثمرته هي المسيح المتألم عليه. امامه الانسان لا يستطيع ان يخدعه احد. لان التقرب من هذه الثمرة له نتيجة تختلف تماما عن نتيجة التقرب من ثمرة تلك الشجرة. امام الصليب تعرض صورة لله تختلف تماما عن تلك التي عرضها الشيطان امام الانسان. هنا الله بذاته يعرض نفسه بوضوح، صورته هذه تدل على انه يهب للانسان اعز ما له، يهب الله ابنه وهذا اعظم برهان على حبه. يقول مار بولس:
" إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟"
( رومانيين 8: 32). الانسان عندما يريد ان يقلد الله، ان يصبح كالله، حسب صورته المنكشفة على الصليب، فانه سوف يعيش انسانيته الكاملة التي هي صورة الله فيه. امام الشجرة الاولى اراد ان الانسان ان يعيش هويته كونه صورة الله، ولكن الخريطة التي كانت امامه شوهها الشيطان فوصل بها المكان المعاكس تماما، بينما الانسان امام الشجرة الثانية، اي الصليب، توجد خريطة واضحة صحيحة يصل بها الانسان ليصبح انسان حقا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته