أحد الشعانين… هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الربّ!

أحد الشعانين في القدس-2 أحد الشعانين في القدس | provided by: Michael Jawdat/ACI MENA

يحتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم بأحد الشعانين هذا العام في 10 نيسان، فأحد الشعانين أو عيد الشعنينة هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح (عيد القيامة)، ويسمّى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي المدينة استقبلته بالسعف والزيتون المزيّن، فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه. لذلك، يُعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. ويرمز سعف النخيل إلى النصر، أي أنهم استقبلوا يسوع منتصرًا مُحقّقا نبوءة زكريا بصفته المسيح.

يعطي المسيحيون حول العالم، خاصةً مسيحيي القدس وغيرها من المدن في الأراضي المقدسة، أهميّة بالغة لأحد الشعانين كونه ذكرى دخول ملك السلام إلى القدس وحدثًا سابقًا لقيامة يسوع وبداية أسبوع الآلام.

ينضمّ آلاف الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى السكان المحليين في السير على المسار نفسه الذي سار عليه يسوع؛ من قرية بيت فاجي التي تقع شرق جبل الزيتون، عبر الوادي، وإلى مدينة القدس.

تعود الخلفيّة التاريخيّة لأحد الشعانين إلى نهاية القرن الرابع عندما كان الناس يجتمعون ليباركوا سعف النخيل ثم يسلكون المسار نفسه الذي سار فيه يسوع عند دخوله إلى القدس. كان الناس يحملون أغصان النخيل التي ترمز إلى النصر والغلبة والسلام، وأغصان الزيتون التي ترمز إلى السلام والنصر، كل ذلك بينما يردّدون آيات من العهد القديم ويقولون: "مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ" (مزمور 118: 26).

تنبع أهميّة هذا الحدث من كونه تحقيقًا للنبوّة التي وردت في العهد القديم: "اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (زك 9: 9).

كان يسوع يبكي على أورشليم بقدر ما كان يشعر به من فرح حيث تنبأ عن تدمير القدس (الذي حدث بعد 40 عامًا) بقوله: "لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضًا في هذا اليَومِ طَريقَ السَّلام! ولكِنَّهُ حُجِبَ عن عَينَيكِ فَسوفَ تأتيكِ أَيَّامٌ يَلُفُّكِ أَعداؤُكِ بالمَتاريس، ويُحاصِرونَكِ ويُضَيِّقونَ علَيكِ الخِناقَ مِن كُلِّ جِهَة، ويُدَمِّرونَكِ وأَبناءكِ فيكِ، ولا يَترُكونَ فيكِ حَجَرًا على حَجَر، لأَنَّكِ لم تعرِفي وَقتَ افتِقادِ اللهِ لكِ” (لو 19: 41-44).

كانت هذه واحدة من ثلاث مرّات صرخ فيها يسوع حسب الأناجيل.

يلي الفرح الذي يتمّ التعبير عنه في أحد الشعانين أسبوع الآلام، عندما نُقل يسوع وتألم وصلب، ثم قام من بين الأموات في أحد الفصح.

المسيحيّة ليست دين الرخاء، بل دين الرجاء. فالمسيحي لا ينجو من آلام هذه الحياة، ولكنّه يواجهها بهدى نور رجاء قيامة المسيح، مؤمنًا بأنّه إذا متنا معه، فسنحيا معه أيضًا.

وبالرغم من الألم والمعاناة والموت، نترجّى القيامة مع المسيح الذي أقام لعازر وابن أرملة نائين وابنة يائيروس، ثمّ قام بذاته من بين الأموات.

قد يبدو أن معاناتنا قد طالت في السنوات الماضية، لذا دعونا في هذا الوقت نتمسّك برجاء ونور القيامة التي ستأتي قريبًا من دون شك.

المسيح قام من بين الأموات... حقًّا قام وكلّ عام وأنتم بألف خير!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته