تذكار أطفال بيت لحم… صاروا شهودًا للإيمان قبل أن ينطقوا

لوحة تجسّد مذبحة أطفال بيت لحم على أيدي جنود هيرودس بريشة الفنّان لاتانزيو غامبارا لوحة تجسّد مذبحة أطفال بيت لحم على أيدي جنود هيرودس بريشة الفنّان لاتانزيو غامبارا | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار أطفال بيت لحم في 29 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هم من فازوا بإكليل المجد من أجل المسيح.

يخبرنا الكتاب المقدس، كيف أنّ ولادة الطفل يسوع حدث غير عادي، إذ حلّ مثل الصاعقة:«فلمّا بلغ الخبر الملك هيرودس، اضطرب واضطربت معه أورشليم كلّها. فجمع عظماء الكهنة وكتبة الشعب كلهم واستخبرهم أين يولد المسيح» (متى 2: 3،4). كان الملك مولعًا بالسلطة وشديد الخوف على ملكه، لذلك أراد أن يكتشف موقع ولادة المسيح لأنّ الكتب النبويّة لدى رؤساء اليهود تخبر عن ولادة الصبي. ولم يختلف هؤلاء الكهنة عن هيرودس في حبّهم للسلطة.

وحين أدرك هيرودس أنّ بيت لحم اليهوديّة هي مكان ولادة الطفل المنتظر، أعدّ خطة للتخلّص منه، فاستدعى المجوس سرًّا واستعلم منهم متى ظهر لهم النجم، فهذا الأمر كان يُفترض أن يعطيه فكرة عن عمر الصبي. كما تظاهر أمامهم بأنّه مهتمّ بالسجود للطفل هو أيضًا، فأرسلهم إلى بيت لحم ليبحثوا عنه، طالبًا منهم أن يرجعوا إليه ويخبروه ما إن يجدوه.

وبعدما هداهم ملاك الربّ بهيئة نجم إلى مكان الصبي، سجدوا وقدّموا له الهدايا لبانًا ومرًّا وذهبًا. وبينما هم عائدون إلى بلادهم عن طريق أورشليم، أُوحِيَ لهم في حلمٍ بالانصراف من طريق أخرى. أمّا الصبي وأمّه مريم فأخذهما يوسف بأمر من الملاك، وذهب بهما إلى مصر.

ولمّا طال انتظار هيرودس للمجوس، بلا جدوى، عَلمَ أنّهم خدعوه، فغضب جدًّا وأرسل جنوده إلى بيت لحم وقتل جميع الصبيان فيها من عمر سنتَيْن وما دون، حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس. وهكذا بدأ العهد الجديد بشهادة للمسيح، تزامنت مع ميلاده الإلهي. إنّها شهادة أطفال بيت لحم الذين فازوا بإكليل المجد من أجل المسيح وصاروا شهودًا للإيمان من دون أن يدروا أو ينطقوا بعد.

أيُّها الربّ يسوع، علّمنا كيف ندرك في الصميم، أنّ كلّ مجد أرضي هو باطل، وليكن عرشك الأبديّ، هدفنا وانتصارنا وفرحنا اللامحدود.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته