القدّيس إسطفانوس… أوّل الشهداء

لوحة للقدّيس إسطفانوس أوّل الشهداء في كاتدرائيّة موناكو لوحة للقدّيس إسطفانوس أوّل الشهداء في كاتدرائيّة موناكو | مصدر الصورة: Jorisvo/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس إسطفانوس أوّل الشهداء، في تواريخ مختلفة، منها 27 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو من رُجِمَ بالحجارة حبًّا بالمسيح، فتوِّجَ بإكليل الشهادة.

كان إسطفانوس أوّل الشمامسة السبعة الذين اختارهم الرسل في أورشليم من أجل الاهتمام بالفقراء وتوزيع المساعدات عليهم. ويعني اسمه إكليلًا أو تاجًا من الزهور. وقد تميّز بإيمانه القويم وتحصين ذاته بنعمة الروح القدس، وصنع الربّ على يده عجائب وآيات عظيمة في الشعب. عندئذٍ أثارت مواهبه حفيظة اليهود، فاجتمعوا يحاورونه ويجادلونه لكنّهم لم يتمكّنوا منه إذ نقض بحكمة عظيمة جميع اعتراضاتهم حتى لم يستطع أحد أن يقاوم الحكمة والروح الذي كان يتكلّم به.

حينئذٍ، قرّر اليهود النيل منه، فاتّهموه بأنّه تفوّه بكلام تجديف على موسى وعلى الله. كما حرّضوا الشعب عليه، وحرّكوا الشيوخ والكتبة ضدّه، فأوقفوه أمام مجمع السبعين، وهو المجمع نفسه الذي حكم على الربّ يسوع بالموت.

حينها، جسَّدَ إسطفانوس برهانًا على الإيمان المسيحي: «شخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحةً، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» (أع 7: 55-56). فاعتبر اليهود كلامه قمّة التجديف.

في النهاية، وقبل أن يلفظ المجمع حكمه، هجم الحاضرون عليه، وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى تُوّج بإكليل الشهادة. وطلب إسطفانوس من الربّ يسوع أن يغفر لهم ما فعلوه به. وهو يُعدّ أوّل الشهداء، وقيل أنّ استشهاده حصل في أواخر السنة نفسها التي صُلِبَ فيها المسيح.

والأمر اللافت في لحظة استشهاده أنّ ثيابه أُلقيت عند قدمَي شاول الذي أصبح لاحقًا بولس الرسول، المبشّر الكبير بالخلاص ورسول الأمم: «حين سُفك دم إسطفانوس شهيدك، كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتله، وحافظًا ثياب الذين قتلوه» (أع 22: 20).

لِنُصَلِّ مع القديس الشهيد إسطفانوس، كي نتسلّح على مثاله بالحكمة والإيمان القويم ونعمة الروح القدس في دفاعنا عن مجد الربّ يسوع الأبديّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته