القدّيسة أنسطاسيا… الشهيدة المنتصرة بقوّة المسيح

أيقونة القدّيسة أنسطاسيا الشهيدة أيقونة القدّيسة أنسطاسيا الشهيدة | مصدر الصورة: Public domain

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا في تواريخ مختلفة منها 22 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هي من رَغِبَت من كلّ كيانها في سفك دمها حبًّا بالمسيح.

أبصرت أنسطاسيا النور في روما. نشأت وسط عائلة شريفة وثنية. أمّا والدتها فلافيا فكانت مسيحيّة تقيّة، اهتمت بتربيتها على أسس الإيمان القويم. لكنّ تلك الأمّ الصالحة، رقدت بسلام بينما كانت أنسطاسيا في ريعان الصِبا. عندئذٍ، دبّرت لها العناية الالهيّة كاهنًا مفعمًا بالإيمان الحقّ، اسمه خريسوغونس. فتتلمذَت على يدَيْه وسارت وفق تعاليمه الحكيمة في طريق الكمال المسيحي.

وفي أحد الأيام، أرغمها والدها على الزواج بشاب وثني، اسمه بوبليوس، لا يقلّ عنه ظلمًا. إلّا أنّ أنسطاسيا راحت تمضي وقتها في ممارسة أعمال الرحمة والمحبّة، عبر تقديم المساعدات للفقراء.

وحين قُبِضَ على خريسوغونس ووُضع في السجن، غمر الحزن العميق قلبها. فاكتشف حينها زوجها أنّها مسيحيّة، فغضب جدًّا وعرفت على يده جميع أنواع الإهانات حتى الضرب، لكنّها تحملت أوجاعها متضرّعةً إلى العذراء مريم كي تعانقها في محنتها، فتنتصر عليها بقوّة المسيح. ومن ثمّ مات زوجها، بعد طريق جلجثتها معه، وهكذا نالت حرّيتها، عائدةً إلى صنع أعمالها الخيريّة.

وبعدما نُقِلَ مرشدها إلى مدينة أكويليا، لحقت به وخدمته حتى فوزه بإكليل الشهادة أمام نظرها. عندئذٍ رغبت من كلّ كيانها في أن تسفك هي أيضًا دمها حبًّا بالمسيح. فتحقّقت أمنيتها، إذ عُرِفَ أنّها مسيحيّة. فألقى الحاكم فلوروس القبض عليها، وبعدما فشلت جميع محاولاته بجعلها تكفر بالمسيح، أرسلها إلى جزيرة بالماريا مع مئتَي رجل وسبعين امرأة. ولما وصلت هناك علّقوها على خشبة وأشعلوا تحتها نارًا. فأسلمت روحها الطاهرة بين يدَي الربّ يسوع، وهكذا تُوِّجَت بإكليل المجد الأبديّ، وكان ذلك في مطلع القرن الرابع.

أيُّها المسيح، علّمنا كيف نشهد لك على مثال هذه القديسة، فلا نهاب الموت حبًّا بك، لك المجد إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته