الموسيقى تعلو من روما لتبديد صوت الحرب في الأراضي المقدّسة

بازيليك القدّيسة مريم في تراستيفيري، روما-إيطاليا بازيليك القدّيسة مريم في تراستيفيري، روما-إيطاليا | مصدر الصورة: Vivida Photo PC/Shutterstock

اعتاد العالم في الأشهر الأخيرة سماع أنباء الحرب المؤلمة الآتية من الأراضي المقدسة. أخبار تحمل في طيّاتها أصوات المدافع والصواريخ وبُكاء الأطفال والنساء وحتى الرجال. 

لا تزال هذه الأخبار تحمل نشاز التطرف الديني والقومي والشعبوي، ما يزيد الوضع سوءًا وتعقيدًا. ولكنّ هناك أصواتًا أخرى تأتي من هذه الأراضي المقدسة المُعذّبة لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، تحمل الحقيقة وإن بدت خافتة.

ففي مبادرة من دائرة التواصل الفاتيكانية والأكاديمية الحبرية من أجل الحياة، وبالتعاون مع «جماعة سانت إيجيديو»، استضافت بازيليك القديسة مريم في تراستيفيري بمدينة روما موسيقيين من معهد «مانيفيكات» التابع لحراسة الأراضي المقدسة. أحيا الموسيقيّون حفلًا شارك فيه مسيحيون ومسلمون ويهود جميعهم من البلد الممزّق بالحرب. 

جاءت المبادرة لِتُثبت أنّ ما يُسمع عادة لا يمثّل بالضرورة الواقع بكلّيّته. فهناك أصوات، غير مسموعة بسبب ضجيج الحرب، تُعلن أنّ السلام ممكن في هذه الأرض، وأنّ العيش المشترك حقيقة فعلًا.

وبالإضافة إلى الفقرة الموسيقية، كانت هناك مُداخلات لشخصيات كنسية عدّة أشادت بهذه المبادرة. وكان تشديدٌ على ضرورة تبني هذا النوع من التوجه رغم صعوبة الموقف والتحدي الكبير. فقال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، عبر رسالة فيديو بُثَّت في خلال الحفل، إنّ الصراع القائم زاد المسافات بين الشعوب المختلفة في هذه الأرض. لكنّ عيد الميلاد القريب فرصة لبدايات جديدة ولغات جديدة مشتركة، على حدّ تعبيره. وأضاف أنّ الموسيقى أفضل اللغات المشتركة، فهي لا تحتاج إلى أيّ ترجمة. 

وفي رسالة مُسجلة أخرى، دعا كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة الأب جبرائيل رومانيللي إلى الصلاة من أجل غزة. وطالب بضرورة وقف الحرب والبدء بتضميد الجروح والعودة إلى الحياة الطبيعيّة. 

أما نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، فاستحضر الوضع الحالي لمدينة بيت لحم. فكان من المفترض أن تعجّ المدينة بالحجّاج والزوار في هذه الفترة من السنة. لكن بدلًا من ذلك باتت معظم المَرَافق هُناك مغلقة تمامًا. ما يترك أصحاب المصالح في أزمة معيشية تُضاف إلى الأزمة النفسية. لذلك، شدّد فلتس على ضرورة الصلاة من أجل هذه المدينة والبلاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته