المحكمة الاتحاديّة العليا العراقيّة تحسم قضيّة المرسوم وساكو يردّ

الكاردينال لويس روفائيل ساكو ومجلس القضاء الأعلى الكاردينال لويس روفائيل ساكو ومجلس القضاء الأعلى | مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة/موقع المحكمة الاتحاديّة العليا

في أحدث التطورات المتعلقة بأزمة المرسوم الجمهوري الخاصّ بالكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا العراقية قرارها الذي يؤكد صحة الإجراءات المتبعة لإصدار المرسوم الجمهوري رقم 31 لعام 2023.

يأتي ذلك بعدما رفع ساكو دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية للطعن في المرسوم الذي أصدره الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، والذي سحب بموجبه المرسوم الجمهوري رقم 147 لعام 2013 القاضي بتعيين ساكو بطريركًا للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.

تعليقًا على قرار المحكمة، أعرب ساكو في منشور على موقع البطريركية الكلدانية، عن مخاوفه بشأن «الفساد الراكد والنفاق وعدم الالتزام الحقيقي ببناء دولة ذات سيادة في العراق على مدى العقدين الماضيين». وشدد على دوره كزعيم مسيحي كلداني عراقي، داعيًا إلى الحب والأخوّة والقيم الأخلاقية والحوار، ورفض التعصب والكراهية.

صورة لقرار المحكمة الاتحاديّة. مصدر: موقع المحكمة الاتحادية العليا
صورة لقرار المحكمة الاتحاديّة. مصدر: موقع المحكمة الاتحادية العليا

كما أكد أهمية احترام حقوق المواطنين العراقيين وبناء مجتمع عادل ومنصف وقانوني. وأوضح ساكو أنّ كلماته تأتي من إيمانه وواجبه الديني والأخلاقي، من دون أن تكون مرتبطة بمصالح مادية أو تأثيرات خارجية.

وفي موقف صدر اليوم، أكّد ساكو أنّ في حال لم يُرجع المرسوم الجمهوري إليه، سترفض البطريركية الكلدانية تلقّي التهاني في عيد الميلاد لهذا العام، وستمتنع عن استقبال أي مسؤول سياسي في صلوات ليلة عيد الميلاد في كنائس بغداد، ولن تشارك في أي أنشطة حكومية.

وكانت البطريركية الكلدانية قد وصفت قرار سحب المرسوم الجمهوري بأنه «غير مسبوق في تاريخ العراق».

في السياق نفسه، اتهم ساكو «بابليون» باللجوء إلى «شراء أصوات الناخبين ورجال الدين» بأسلوب وصفه بـ«الممنهج». كما أكّد أنّ «بابليون» لجأت إلى «التضليل الإلكتروني ونشر الأكاذيب في مناسبات عدّة، ومنها ادعاء لقاء الكلداني البابا فرنسيس». وتابع: «بابليون لا تعبّر عن وجهة نظر المسيحيين ولا الكلدان، بل تضطهدهم، وتتعدى عليهم وعلى ممتلكاتهم».

ردّ «بابليون»

ردّت «بابليون» على كلام ساكو ببيان قصير على صفحتها في فيسبوك ، مشددةً على أنّ «نشر الاتهامات الزائفة والمعلومات الخاطئة يجب ألا يكون أساسًا للأفراد الذين يدعون النزاهة والإيمان». ورأت أنّ «النزاهة والإيمان الحقيقيّين يتجليان من خلال الأفعال، لا من خلال الكلمات فقط». وكررت أنّ «العدالة ستتحدد عن طريق القضاء وسيادة القانون، وليس من خلال التماسات عاطفية».

انتخابات مجالس المحافظات

يسلط الصراع المستمر بين ساكو و«بابليون» الضوء على الخلافات السابقة بين الطرفين والتي اشتدت منذ منتصف العام الحالي على خلفية المرسوم الجمهوري. ومع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات، بالتزامن مع تطور أزمة المرسوم، تتجه الأنظار الى تأثير قرار المحكمة الاتحادية وموقف ساكو على القوى والأطراف السياسية التي ستتمكّن من الاستحواذ على 4 مقاعد مخصصة للمكون المسيحي في المحافظات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته