غفران عبد الكريم... راهبة تشهد لحضارة المحبّة في أرض العراق

الراهبة غفران نائف عبد الكريم الراهبة غفران نائف عبد الكريم | مصدر الصورة: رهبانيّة بنات مريم الكلدانيّات

في مدينة الموصل، ولدت الأخت غفران نائف عبد الكريم في عائلة مسيحية مؤمنة. تربّت على حب الله والثقة بالعناية الإلهية في جميع المواقف، حتى وسط التحديات التي شهدتها بلادها، فصارت اليوم رسولة سلام في أرض العراق. 

منذ طفولتها التزمت غفران بأنشطة التعليم المسيحي وجوقة الصغار والكبار والأخويات وتعلّم اللغة الكلدانية. وقبلت درجة خادمة مذبح الربّ بإشراف راهبات بنات مريم الكلدانيات. ومنذ مرحلة الصفوف الابتدائية، يوم كانت تبلغ من العمر 11 عامًا وتستعد لاقتبال سرّ القربان المقدس، شعرت بشوق كبير لتصبح راهبة وتتّحِد بشخص المسيح. 

سفيرات المسيح

تأثّرت غفران بالأخت عطور يوسف، من بنات مريم الكلدانيات. وما زالت تتذكر حتى اليوم كيف كانت ترافق الأخت عطور مع فتيات أخريات لزيارة العائلات وإنجاز أعمال رحمة جسدية وروحية. ولم تنسَ غفران بعد قول عطور لهنّ إنهنّ سفيرات المسيح على الأرض. 

جزء من مخطّط الله

استمدت الأخت غفران قوّتها من إيمانها العميق ودعم أهلها وأقاربها فقرّرت التكرّس مع راهبات بنات مريم المحبول بها بلا دنس الكلدانيات. فأبرزت نذورها الرهبانية الموقتة عام 2000 والمؤبدة عام 2007. وعاهدت الربّ بعيش المشورات الإنجيلية وبأن تكون جزءًا من مخططه الخلاصيّ للبشرية. وهي اليوم أمينة سرّ مجلس رهبانيّتها منذ العام 2016.

رحلتها وتحدّياتها 

في حديث إلى «آسي مينا»، قالت الأخت غفران: «التكريس حقلٌ واسع وخدمة شاملة ومتعددة. لذا يُطلب منّا أن نكون في حركة مستمرة لتوظيف حياتنا وطاقاتنا ووقتنا ومعرفتنا وخدمتنا لتمجيد اسم الربّ وخدمة القريب». 

فبعد تجربة طويلة وعميقة في الحياة الرهبانية، تأمّلت الأخت غفران في دورها ورسالتها كراهبة مريمية في العراق. فشعرت بأنها مكلّفة بناء حضارة المحبة والتسامح والسلام، لتصير غفرانًا يُلهم المجتمع. وهي اليوم تسعى إلى زرع بذور المحبة أمام تحديات هذا العالم.

هي التي تعيش في بيئة متغيرة ومضطربة تحمل على الرغم من ذلك مسامحة ومصالحة إلى أرض بلادها. فالحروب والنزاعات وتداعياتها جزء من رحلتها على أرض العراق. لكنها مصمّمة على الاستمرار في خدمة الله والإنسانية وبذل كلّ ما بوسعها لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. لذا شرحت: «نحن جزء من هذا البلد وتقع علينا مسؤولية تربية أبنائه وتعليمهم وتثقيفهم على قدر المستطاع لكي ننهض بأجيال واعية».

«لا تخمدي النار المتّقدة فيك»

طلبت الأخت غفران من كلّ فتاة تشعر بأنها مدعوّة لتكريس ذاتها للربّ: «أرجوك عدم إسكات هذا الصوت الدافئ في نفسك، ولا إخماد النار المتقدة فيك».

وختمت الأخت غفران حديثها إلى «آسي مينا» بالدعوة إلى عيش القداسة. وذكّرت بقول القديسة تريزا دي كالكوتا: «القداسة لا تعني أن نفعل أعمالًا مدهشة وعظيمة، لكن أن نفعل أمورًا صغيرة وبحب كبير».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته