أشعيا الحلبي… قدّيس نذر بتوليّته للربّ يسوع

القدّيس أشعيا الحلبي العجائبي القدّيس أشعيا الحلبي العجائبي | مصدر الصورة: الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس أشعيا الحلبي العجائبي في 15 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هو من نذر بتوليته للمسيح، مكرّسًا حياته للصلاة والتأمّل والصمت والعمل.

أبصر أشعيا النور في مدينة حلب في منتصف القرن الرابع. نشأ في أحضان عائلة غنيّة وفاضلة. كان أبوه واسمه سوماخوس واليًّا على مدينة حلب، في عهد الملك قسطنطين. أمّا أمّه مريم فكانت عاقرًا، ولكنّها لم تفقد ثقتها برحمة الله، وكانت تصلّي باستمرار مع زوجها كي يرزقهما طفلًا. وبعد مرور عَشرِ سنوات، استجاب الله لِصوت تضرعاتهما وحلّت النعمة في بيتهما، فحملت وولدت ابنًا أسمته أشعيا.

حصّن أشعيا ذاته منذ طفولته بأسمى الفضائل، وأبرزها العفّة، وقد نذر بتوليته للربّ يسوع، من دون أن يخبر أهله بالأمر. وحين تزوج اتفق مع زوجته على حفظ العفة، فدخلت إلى دير للراهبات. أمّا هو فتتلمذ على يد القديس أوجين، ومضى معه في طريق الكمال المسيحيّ مبشّرًا بكلمة المسيح.

وبعدها قرّر أن يحيا العزلة حبيسًا في مغارة على جبل، فبدأ ينشد الصمت والتأمّل، مكرِّسًا وقته للصلاة والعبادة والعمل. ولم يمضِ وقت طويل حتّى ذاع صيته فجاء الناس إليه من كلّ صوب، يطلبون صلاته وبركته، كما صنع الربّ على يده كثيرًا من الآيات والمعجزات الباهرة. ومن ثمّ ساهم في ارتداد كثيرين إلى الإيمان المسيحيّ.

وبعد تلك المحطّة، انطلق أشعيا صوب مدينة نصيبين، خوفًا من الوقوع في الكبرياء، بسبب تهافت الناس الكبير عليه، فسكن هناك قرب نهر في قلّاية. وسافر بعدها إلى صحراء فلسطين، وعاش فيها حياة النسك والزهد، فأتى إليه كثيرون، يطلبون التتلمُذ على يده.

فبنى لهم قلالي حول منسكه، ونصّ لهم القوانين وعلّمهم كيفيّة عيش الصلاة والصمت والتقشّف. وأخيرًا رقد بعطر القداسة بعد حياة مكلّلة بالجهاد والعمل الصالح. وقد شيّدت له الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة ديرًا حمل اسمه في منطقة برمانا-لبنان.

يا ربّ، علّمنا كيف ننشدُ حياة الصلاة والتأمّل والتخلّي عن مجد العالم على مثال القديس أشعيا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته