«لا يُقلقك شيء ولا يُرْهِبُك شيء»... تذكار القدّيسة تريزا الأفيليّة

لوحة للقدّيسة تريزا الأفيليّة تتوسّط الطوباويّتَيْن حنّة ليسوع وحنّة للقدّيس برلتماوس في دير ستيلا ماريس-الأراضي المقدّسة لوحة للقدّيسة تريزا الأفيليّة تتوسّط الطوباويّتَيْن حنّة ليسوع وحنّة للقدّيس برلتماوس في دير ستيلا ماريس-الأراضي المقدّسة | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديسة تريزا الأفيليّة في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. هي من اختبرت العفّة والطاعة والطهارة فاستحقت نعمة الدخول إلى البيت السماوي.

أبصرت تريزا النور في أفيلا بإسبانيا، عام 1515. ترعرعت وسط عائلة مسيحيّة تقيّة. كان لتربيتها وفق أسس الإيمان القويم، الجزء الأكبر في تكوين شخصيتها. كما كانت والدتها تروي لها باستمرار في ليالي الشتاء، كيفيّة محبة الله والعذراء، وتخبرها أيضًا عن سِير القديسين. ولمّا بلغت تريزا الثالثة عشرة من عمرها ماتت أمّها. فَبَكَتْ وحَزِنَتْ كثيرًا، وسألت العذراء أن تكون من الآن فصاعدًا أمّها. 

وفي عمر المراهقة، ابتعدت عن الصلاة والمشاركة في القداس، وبدأت تهتمّ بالأمور الدنيويّة. عندئذٍ أحسّ والدها بالمخاطر التي تعصف بابنته، فأرسلها إلى مدرسة داخليّة للراهبات الأوغسطينيات في دير سيّدة النعم. فعادت تريزا إلى حياة التقوى ولكنّها بدأت تتأرجح بين خيارين: «الله والعالم».

 ولمّا أُصيبت بالمرض، أيقنت تريزا «أنّ كلّ شيء عدم، والحياة قصيرة وزائلة!». حينئذٍ قرّرت هجر العالم وتكريس ذاتها للمسيح. فدخلت إلى دير التجسّد الكرملي في مدينة أفيلا  لكنها تفاجأت هناك بسهولة الحياة الرهبانية إذ إنّ الراهبات يعشنَ حياة الرخاء، وتتميّز حياتهنّ بالتقوى العاديّة مثل أي مسيحي آخر، وما يميّزهنّ عن غيرهنّ حياة البتولية فقط. 

فبدأت تتساءل: «أين التجرّد في الحياة الرهبانية؟ أين التواضع؟ أين التفرّغ المطلق لله؟». وبعد هذه التساؤلات، بدأت بحركة إصلاح كرملي، عام 1560. فأسَّست عددًا من الأديار وسارت الراهبات والمبتدئات فيها بموجب القانون الكرملي المتشدِّد، يعشنَ حياة الفقر والتأمّل والصمت والعمل.

انتقلت تريزا إلى فرح الحياة الأبدية في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1582، تاركةً مؤلّفات عدة. أعلنها البابا بولس الخامس طوباويةً عام 1614. ثم رفعها البابا غريغوريوس الخامس عشر قديسةً على مذبح الرب عام 1622، وأعلنها البابا بولس السادس «معلمة الكنيسة» عام 1970.

لِنُصَلِّ مع تريزا، ونحن نردِّد كلماتها: «أَنْ أموتَ، نعم. أن أُهزم، أبدًا... لا يُقلقك شيء ولا يُرْهِبُك شيء. فكلّ شيء يزول، الله لا يتغيّر. وهو وحده يكفي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته