القدّيسان سركيس وباخوس… وإكليل النصر الأبديّ ثالثهما

القدّيسان سركيس وباخوس القدّيسان سركيس وباخوس | مصدر الصورة: Bruce D. Bryant/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسين الشهيدين سركيس وباخوس في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هما من تكلَّلت حياتهما بالاستشهاد حبًّا بالمسيح.

كان سرجيوس وباخوس من نبلاء روما. شغلا مناصب عسكرية مهمة على الرغم من صغر سنهما في أيام الملك مكسيميانوس أي في أواخر القرن الثالث، واعتنقا الديانة المسيحيّة سرًّا. وذات يوم، دعا الإمبراطور مكسيميانوس، وفق العادة، إلى الاحتفال من أجل تقديم الذبائح للآلهة الوثنيّة، فحضر كلّ الأعيان وقادة الجيش لديه إلّا سركيس وباخوس. وحين عرف سبب تغيبهما، أمر بإحضارهما للمثول أمامه، فطلب منهما تقديم الذبيحة للأوثان لكنّهما رفضا طلبه، وأعلنا بكلّ جرأة إيمانهما الراسخ بالمسيح.

حينئذٍ غضب الملك وأمر بأن يُجَرَّدا من وظيفتهما في الجنديّة، ويرتديا ثيابًا نسائيّة، ويُكَبَّلا بقيدَيْن من حديد في عنقهما، ويُطاف بهما في شوارع المدينة بهدف السخرية منهما. ثمّ أمر بنَقلِهما إلى مدينة بالس عند نهر الفرات، وهي مقرّ الحاكم أنطيوخوس الذي وصل إلى مقامه بفضل سركيس، وكذلك عُرِفَ بكرهه للمسيحيين. بدأ أوّلًا بتعذيب باخوس، فجُلِدَ من دون رحمة حتّى تمزق جسده وسال دمه، فأسلم روحه الطاهرة مُكلَّلًا بالنصر، غافِرًا لمَنْ أساء إليه.

أمّا سركيس فحاول الحاكم أنطيوخوس إقناعه بالسجود للأوثان لكن بلا جدوى. غضب حينها وأمر بأن يُوضع في رجلَيه حذاء، غُرِزَت داخله مسامير من حديد، ويُسار به بعدها بسرعة أمام مركبته. فسار سركيس 20 ميلًا وكانت الدماء تسيل من رجلَيْه، وظلّ على الرغم من آلامه ثابتًا بمحبّة المسيح. فتعجب أنطيوخوس من قوّة صبره وتحمُّله الآلام، وأمر حينئذٍ بقطع ﻋﻨﻘﻪ. ﻓﺤﻨﻰ سركيس رأسه للسيف ﻓﺎﺋﺰًﺍ ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ المجد، وكان ذلك في مطلع القرن الرابع.

يا ربّ، علّمنا على مثال القديسَين الشهيدَين سركيس وباخوس، كيف نتجذر بمحبتك ونحن نُهَلِّل إيماننا الحيّ بك باستمرار ومن دون خوف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته