رجل صلاة تخلّى عن أسقفيّته لعيش الحياة النسكية

أيقونة مار إسحق السرياني أيقونة مار إسحق السرياني | Provided by: Hramikona /Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس إسحق السرياني في تواريخ مختلفة ومنها 23 أغسطس/آب من كل عام. هو رجل الوحدة والنسك والعزلة وأحد أكبر المعلمين الروحيين في الشرق المسيحي.

أبصر إسحق السرياني النور في القرن السابع بشرق الجزيرة العربية في منطقة كانت تُعرف قديمًا في السريانية بـ«بيث قطرايي» أي «القطر البحري». ولمّا بلغ سنّ الشباب اعتنق الحياة الرهبانية، مع شقيقه، وحصّن ذاته بأسمى الفضائل السامية.

ويُروى عنه أنّه كان يتناول ثلاث قطع خبز في الأسبوع، ممزوجةً بقليل من البقول مع بعض الحشائش، أمّا الأطعمة المطهوّة بالنار فلم يذقها. ثم بات أسقفًا على نينوى في بلاد ما بين النهرين.

وقيل أنّه أتى إليه اثنان، في أحد الأيام، أحدهما دائن والثاني مدين. وكان الأول يطالب الثاني بالدين المتوجب عليه، وعلى الرغم من أنّ المدين كان يعترف له به، طلب من الدائن أن يعطيه وقتًا قصيرًا ليؤمن له المال المطلوب.

لكنّ الدائن غَضِبَ وقال للقديس إسحق: «إن لم يفِ هذا الرجل الدين اليوم سأشتكيه إلى القاضي». فأجابه: «تذكر كلام الربّ يسوع في "مثل ملكوت السموات" (متى 18: 23- 35)، ألا ترى أنّه يجب عليك، أن تُمْهِل مديونك يومًا واحدًا ليؤمّن لك مالك؟». فردّ الدائن عليه قائلًا: «دع جانبًا ما يقوله الإنجيل». فلما سمع إسحق هذا الكلام، قال في نفسه: «ماذا جئت لأعمل هنا، ما دام هؤلاء الناس لا يسمعون لوصايا الإنجيل». فتخلّى عن أسقفيته بعد مرور خمسة أشهر عليها، واعتزل في جبال خوزستان بالقرب من نسّاك آخرين، منشدًا حياة الوحدة والزهد والتقشف. 

وبلغ إسحق حدًّا كبيرًا من القداسة. وكان يرشد الرهبان إلى درب الخلاص. ويُعدّ إسحق من أكبر المعلمين الروحيين في الشرق المسيحي. وهو أيضًا أعظم وأعمق من كتب في الحياة النسكية. فعاشت أجيال من الرهبان وغير الرهبان على كتاباته. ورقد بعطر القداسة في القرن السابع.

أيُّها المسيح، لِنَحْمِل مع القديس إسحق سراج كلمتك، ونَسِر به في الدروب المظلمة، مؤكّدين أنّ بنوره وحده نحصد فرح الحياة الأبدية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته