قديسة اعتنقت الحياة الرهبانيّة بزيّ رجل

القديسة مارينا القديسة مارينا | Provided by: Magued Ghobrial/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة مارينا في تواريخَ مختلفة، منها 17 يوليو/تمّوز من كل عام. هي من اعتنقت الحياة الرهبانيّة متخفّية بزيّ رجل، وحملت ظلمًا تهمة العار.

أبصرت مارينا النور في القلمون التي تقع في شمال لبنان (يُرَجَّحُ أنها عاشت في القرن الخامس). كان والدها رجلًا بارًّا وزهد بالدنيا بعد وفاة والدتها، وسار معها إلى دير قنّوبين في الوادي المقدّس حيث ترهّبت مارينا بزيّ رجل من دون أن يكشف الرهبان سرّها. وعُرِفَت بينهم باسم الأخ مارينوس. واظبت على عيش الصلاة والتقشّف والصوم، والتزمت الصمت باستمرار.

ذاتَ يوم، توجّه الأخ مارينوس بأمر من رئيسه إلى البلدة المجاورة لإنجاز مهمّة متعلّقة بالدير، فاضطر للنوم لدى أحد أصدقاء الرهبان يُدعى بفنوتيوس وله ابنة شابة وقعت في الزنى، وتبيّن لاحقًا أنّها حامل. غضب والدها كثيرًا بسبب ذلك العار، فاتّهمت الأخ مارينوس بأنّه اغتصبها ليلة نام فيها عندهم. أسرع أبوها وأبلغ رئيس الدير الذي استغرب جدًّا ممّا سمعه، لكونه يعرف طهارة هذا الراهب، فاستدعاه وطلب منه توضيحًا للخبر، لكنه لم يفتح فاه. عندئذٍ، اعتبر صمته علامة على إقراره بالذنب، فطرده خارج الدير.

وهكذا، استسلم مارينوس لمشيئة الربّ، وظلّ جالسًا أمام باب الدير، يصلّي ويبكي ويعيش من فضلات مائدة الرهبان. لمّا أنجبت تلك المرأة طفلها، أحضره والدها إلى الدير، وأعطاه إلى الأخ مارينوس، فاهتمّ بتربيته، وأطعمه ممّا يتحنّن به الرهبان عليه من حليب ماعز. حمل عار تلك التهمة من دون تذمّر. بعد مرور ثلاث سنوات على تلك الحالة، حنّ رئيسه عليه، وسمح له بالدخول إلى الدير، إنّما بشروط قاسية.

ثابر الأخ مارينوس على أعمال التقشّف حتى اقتربت لحظة موته، فطلب المغفرة من الجميع، وغفر لمن أساء إليه. ثمّ رقد بعطر القداسة.

وكم كانت دهشة الرهبان قويّة حين اكتشفوا أن مارينوس امرأة! فركع الرئيس مع الرهبان أمام جثمانها الطاهر، طالبين المغفرة من الربّ ومن روح القديسة النقيّة. وكذلك، فعل والد المرأة الزانية. أمّا ابنته، فذرفت دموع التوبة أمام قبر القديسة.

لِنُصَلِّ مع القديسة مارينا كي نتعلّم أن نحمل صليبنا بفرح وصبر وإيمان عميق، مؤكدين أن رحمة الله ستعانق أرواحنا المشتاقة لبلوغ الخلاص الأبدي، مهما طال أمد التجارب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته