القديس بوناونتورا ملفان البيعة

القديس بوناونتورا القديس بوناونتورا | Provided by: Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس بوناونتورا ملفان البيعة في تواريخَ مختلفة، منها 14 يوليو/تمّوز من كل عام. هو من أمضى حياته في خدمة الله، وتميّز بمحبّته لمريم العذراء وتكريمه لها.

أبصر بوناونتورا النور في إيطاليا في العام 1221. نشأ في أسرة مسيحيّة تمتّعت بالغنى الروحي والمادي. ربّته أمّه على التقوى وعيش كلمة الله والتسلّح بالفضيلة ومحبّة مريم العذراء، فتميّز بتكريمه لها حتى بات رسمها بصمة محفورة في قلبه طوال حياته.

لمّا سمع صوت الربّ يناديه، ترك كل شيء والتحق برهبانيّة مار فرنسيس الأسيزي في العام 1243، مكرّسًا ذاته بكلّيتها لخدمة الله. أرسله رؤساؤه إلى جامعة باريس من أجل متابعة تحصيله العلمي، فتفوّق في دروسه، معتمدًا على نعمة الربّ المكلِّلة وجدانه برمّته وليس فقط على ذكائه وقدراته العقليّة.

حصد لقب ملفان في اللاهوت في العام 1250. بعد مرور ثلاث سنوات، بدأ يدرّس الفلسفة واللاهوت. في العام 1256، انتخبه رهبانه رئيسًا عامًّا لأنه تحلّى بالفضائل والعلوم الواسعة، فأدار رهبانيّته بكل حكمة وأمانة وغيرة، وكان يحضّ رهبانه على عيش التواضع وحفظ القوانين والعمل بها. عيّنه البابا غريغوريوس العاشر أسقفًا ثمّ كاردينالًا.

في العام 1274، شارك في مجمع ليون، فأجلسه البابا غريغوريوس العاشر عن يمينه. أمّا هدف هذا المجمع، فكان العمل على دعم الصليبيين في حربهم في الأراضي المقدّسة والسعي من أجل بلوغ اتحاد الكنيسة الشرقيّة مع الكنيسة الرومانيّة.

أبدع بوناونتورا في خطابه اللاهوتي في ذلك المجمع، فتميّز بحضوره وحلّ في مقدّمة الكرادلة لكنّه رقد بعطر القداسة قبل انتهاء المجمع بثلاثة أيّام. رفعه البابا سيكستوس الرابع قديسًا على مذابح الربّ في العام 1482. وأحصاه بين ملافنة البيعة البابا سيكتوس الخامس في العام 1587. وقد عكست مؤلفاته الفلسفيّة واللاهوتيّة عمق فكره وصفاء قلبه وروحه.

يا ربّ، هبنا نعمة التمسّك بكلمتك المقدّسة، فتغدو حياتنا شهادة حقّ لها على مثال القديس بوناونتورا، مؤكدين غيرتنا وأمانتنا في الدفاع عنها والعمل على نشرها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته