كيف تصدّى القديس مكاريوس الصليبي للبدع والهرطقات في عصره؟

القديس مكاريوس الصليبي القديس مكاريوس الصليبي | Provided by: iconandlight.wordpress.com/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس مكاريوس الصليبي في تواريخَ مختلفة، منها 5 يوليو/تمّوز من كل عام. هو قديس التواضع والصبر وتحمُّل الظلم والتسلّح بقوّة الصلاة ورحمة الله اللامتناهية.

أبصر مكاريوس النور في مصر حوالى العام 301. نشأ في أسرة مسيحيّة فقيرة ربّته على محبّة الله والتقوى والتمسّك بالفضيلة. يُلقّب بالكبير للتفريق بينه وبين مُعاصِره القديس مكاريوس الإسكندري. أحبّ كثيرًا طريقة عيش القديس أنطونيوس الكبير، فتتلمذ على يده، ولم يفارقه في آخر أيّامه، ثمّ تولّى تدبير أمور النسّاك بعد مماته.

عاش طوال حياته ببساطة، محصّنًا ذاته بممارسة الصوم والتقشف وتلاوة الصلوات والتأمّل، وكان يشعر بالفرح العميق حين يشارك المسيح آلامه المقدّسة. اقتصر طعامه على الحشائش والقليل من الخبز والماء.

ذاع صيت قداسة هذا الناسك، فحظي بتقدير الناس ومحبّتهم العميقة. كما تتلمذ كثيرون على يده، فشهدوا على تواضعه ومحبّته للربّ يسوع وفضائله السامية التي تُرجمت بصبره وتحمّله الظلم والاتهامات الباطلة بالزنى. توغّل في البرّية يسأل الله رحمته، وصلّى من دون توقّف، ولم ينم إلا قليلًا. بعد جلجثة الألم، انتصر على التجربة وثبتت براءته. عندئذٍ، رجع من البرّية ورُسِمَ كاهنًا، وبدأ يحتفل بالذبيحة الإلهيّة بمشاركة الرهبان. كما خصّه الربّ يسوع بصنع المعجزات باسمه.

تصدّى مكاريوس بكل شجاعة للبدع والهرطقات المنتشرة في عصره والمضلّلة لتعاليم المسيح، وكان يحضّ الرهبان والناس على الثبات في الإيمان القويم بالربّ يسوع، فتعرّض للنفي بسبب دفاعه عن الوديعة الإيمانيّة لكنه عاد منتصرًا بفضل صلوات الناس ومحبّتهم له. توفّي في الربع الأخير من القرن الرابع، ولُقِّبَ بالصليبي لأنّه كان يصلّي باسطًا يديه بشكل صليب، ومات ودُفِنَ بهذه الوضعيّة. وترك مؤلفات شتّى حول قوانين الرهبان.  

لنُصَلِّ مع القديس مكاريوس من أجل أن يهبنا الربّ نعمة الصبر على مثاله، فنتحمّل آلامنا بفرح عميق ومن دون تذمّر، ونتغلّب على الشدائد، ونعانق مجده الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته