رسالة مؤثرة من لبنان إلى العراق

مزار «سيّدة لبنان» في حريصا وكنيسة مسكنتة في بغداد مزار «سيّدة لبنان» في حريصا وكنيسة مسكنتة في بغداد | Provided by: ACI MENA

إلى الصديق العزيز جميل،

تحيّة طيّبة وبعد،

أكتب إليك من لبنان الذي قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني إنه أكثر من وطن بل هو رسالة… من بلاد الأرز إلى أرض إبراهيم حيث نال دعوة الله منذ حوالى أربعة آلاف عام.

كم من مأساة تشاركناها في بلدَيْن غابت شمس العدالة والحقيقة عنهما، لكن نور المسيح لم يبرح ربوعهما أبدًا…

ذكرتك عندما أضأتُ الشموع من أجل بلدَيْنا في مزار «سيّدة لبنان»-حريصا… تذكّرت يوم شاركتني الصلاة من كنيسة مسكنتة في بغداد إذ أرسلت لي صورة حملت في طيّاتها جراحات مواطنيك، من أقدم كنائس العاصمة العراقيّة حيث أضأتَ شمعة، رافعًا الصلاة على نيّة بلدك الحبيب…

في مساء ذلك اليوم، وضعتَ العراق بين يدي الربّ، وطلبت منه القوّة حتى يتشدّد الشعب العراقي، فيعيد بناء بلده ليستعيد بهاء صورته.

القلوب مضطربة، والشموع مضاءة، وكل منّا يقوم بدوره كي يعيد الحياة إلى الزوايا المعتمة في بلده.

وإذ بكلمات الأب الأقدس تحضرني من جديد: يحقّ للشعب العراقي أن يعيش بسلام، ويحقّ له أن يجد مجدّدًا الكرامة التي تخصّه.

لقد حضر البابا فرنسيس إلى العراق، والتقى المسيحيين والمسلمين في أور حيث دُعِيَ إبراهيم، ولمس المؤمنون حينذاك أن «الله أمين لوعوده، وما زال اليوم أيضًا يوجّه خطواتنا نحو السلام، ويوجّه خطوات الذين يسيرون على الأرض فيما يتوجّه نظرهم نحو السماء».

فؤادي يتوجّه إلى بغداد، «كنيسة العراق الشهيدة»، حيث قُتِلَ 48 شخصًا في العام 2010، منهم كاهنان في خلال الاحتفال بالقداس الإلهي… من ثمّ، يتابع قلبي مسيرة حجّه في الموصل وقره قوش، لكن نبضاته تعانق الدموع، منحنية أمام دماء الشهداء…

يا جميل، تأكد أننا نتمسّك بوعود الله، ونرجو أن نعبر مع المسيح إلى الحياة الجديدة حيث تُكفكف الدموع، وتلتئم الجراح…

أعدك، يا صديقي، بمواصلة رفع الصلوات من أجل إحلال السلام الدائم في بلدَيْنا الحبيبَيْن.

ليباركك الربّ!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته