من قائد عسكري إلى قديس شهيد

جنود يمتطون الأحصنة ويسيرون في الحقول جنود يمتطون الأحصنة ويسيرون في الحقول | Provided by: haha ok via Pixabay

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس سابا قائد الجيش في 24 أبريل/نيسان من كل عام. هو من دافع عن إيمانه بغيرة وشجاعة حتى الاستشهاد في سبيله.

كان سابا قائدًا مسيحيًّا شجاعًا في الجيش الروماني، وعاش في حقبة الاضطهاد الشديد على المسيحيين في القرن الثالث. تميّز بغيرته في الدفاع عن إيمانه المسيحي. في خلال تولّيه مهمّاته العسكريّة، وبينما كان يتفقّد المسيحيين في سجنهم من أجل حضّهم على الثبات في محبّة الإله الحقّ وعدم الخوف، وصل خبر تشجيعه المؤمنين للتمسّك بإيمانهم إلى مسامع الحاكم أورليانوس الذي غضب جدًّا وأمر بالقبض عليه.

وقف سابا مكبّلًا بالسلاسل الحديديّة أمام الملك الذي بدأ يحاوره، محاولًا إقناعه بترك إيمانه المسيحي وتقديم الذبائح للأوثان. لكن سابا ظلّ متجذّرًا في محبّة الربّ يسوع، وأعلن تخلّيه عن رتبته العسكريّة. وأكد طاعته المطلقة للملك السماوي، وأهمّية التحلّي بالأمانة في خدمته لأنّه الملك الحقيقي والأزلي.

عندئذٍ، أمر الحاكم جنوده بتعذيبه، فتعرّض لأعنف أساليب التعذيب من دون رحمة، لكنّه لم يُصب بأيّ أذى لأنّ يد المسيح خلّصته من كل تلك الآلام. حينئذٍ، أعلن سبعون وثنيًّا إيمانهم بالمسيح.

بعدها، سيق سابا إلى السجن، فظهر له يسوع الذي شفى جراحه وقوّاه في محنته. في اليوم التالي، عاود الحاكم محاولته من جديد مع سابا، لعلّه يقتنع ويقدّم السجود للأوثان، إلا أنّه لم ينجح أبدًا في زعزعة إيمانه. أمر حينها بقطع رأسه، فنال إكليل الشهادة في القرن الثالث. وهكذا، نعم سابا بالملك الأبدي الذي دافع عنه بكل شجاعة.

علّمنا، يا ربّ، أن نتمسّك بجوهر الإيمان المسيحي الحقّ، فنحتقر كل مجد أرضي باطل، مؤكدين مع القديس سابا أنّك الملك الحقيقي الذي ليس لعرشه انقضاء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته