كيف انتصر القديس نتنائيل الناسك على التجارب؟

أحد الأديار في الريف أحد الأديار في الريف | Provided by: JosepMonter via Pixabay

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس البار نتنائيل الناسك في 20 أبريل/نيسان من كل عام. هو من تنسّك طوال حياته في صومعته، منتصرًا على التجارب بصلاته وقوّة إيمانه بالربّ.

أمضى نتنائيل حياته ناسكًا في جبل النطرون في صعيد مصر، فاختار درب الزهد والصلاة وممارسة أسمى الفضائل الروحيّة. كما أنشأ صومعة له، ونذر أنّه لن يخرج منها حتى ساعة موته. لكن المجرّب لم يتركه في حاله، بل راح يحاربه بمختلف الطرق، محاولًا زعزعة ثباته وصفاء فكره وقلبه لكي يجعله يخرج من صومعته. إلا أن نتنائيل الناسك انتصر عليه باستمرار بقوّة صلاته وإيمانه الراسخ بالربّ يسوع.

في أحد الأيّام، قرّر المجرّب النيل من نتنائيل، فتنكّر بشخصيّة صبي يجرّ خلفه حمارًا. لكن ذلك الأخير وقع أرضًا في وادٍ يقع بجوار صومعة الناسك، بسبب ما يحمله من أوزان ثقيلة من الخبز. وكان حينها قد خيّم الظلام. عندئذٍ، بدأ ذلك المجرّب يصرخ بأعلى صوته، طالبًا النجدة من نتنائيل، وقائلًا له: «يا أبانا، أرجوك هلمَّ لمساعدتي لئلا تفترسنا الوحوش، أنا والحمار».

أمام ذلك الصراخ، نظر نتنائيل من شبّاك صومعته إلى الخارج، وأجابه: «إن كنتَ غارقًا عن حقّ في شدّة، سأتضرّع من الصميم إلى الله، وأسأله أن يبعثَ إليك من ينقذك من الوحوش». ثمّ تابع الناسك كلامه: «أمّا إن كنتَ شيطانًا، فليعاقبكَ الله على عملك».

حين تلفّظ نتنائيل بتلك الكلمات، اختفى الصبي وحماره على الفور. بعدها، شكر الربّ الذي ينقذه باستمرار من الشرير. وهكذا، أقفل باب صومعته، زاهدًا في الدنيا، وفيًّا لنذوره، غارقًا في صلاته ومناجاته الخالق وعيشه الفضيلة إلى أن رقد بعطر القداسة في القرن الرابع.

لنُصَلِّ من أجل الثبات في الإيمان الحقّ، فننتصر على التجارب لأنّ الربّ يسوع معنا ويحرّرنا دومًا من قيودها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته