مَنْ شفيع الصحافيين الكاثوليك الذي سيُعْلَنُ قديسًا في 15 أيار المقبل؟

الطوباوي تيطس براندسما الطوباوي تيطس براندسما | Vatican Media

في 15 أيّار المقبل، يعلن البابا فرنسيس قداسة الطوباوي تيطس براندسما في احتفال سيُقام في ساحة القديس بطرس في روما.

وُلِد أونو شورد براندسما في هولندا في 23 شباط 1881. دخل دير الكرمل وهو لا يزال في ريعان الشباب، واختار اسم "تيطس" له. رُسِم كاهنًا في العام 1905.

كان الأب براندسما أستاذًا جامعيًّا وكاتبًا وناشطًا مسكونيًّا ومحاضرًا وصحافيًّا مرموقًا في هولندا. أُلقي القبض عليه في 19 كانون الثاني 1942 بسبب حديثه العلني المناهض للنظام النازي والعمل على إبقاء الصحف الكاثوليكيّة في البلاد متماشية مع تعاليم الكنيسة حول النازيّة.

اغتيل الأب براندسما في معسكر الاعتقال في داشاو، بعد تعرّضه للإهانات والعذابات المؤلمة، في 26 تموز 1942.

كونه مساعدًا كنسيًّا لاتحاد الصحافيين الكاثوليك، قام بزيارة دور النشر الكاثوليكيّة في كل أنحاء البلاد لتشجيعها على عدم طباعة الدعاية النازيّة. وكرئيس لاتحاد المدارس الكاثوليكيّة، سعى إلى عدم تنفيذ الأمر النازي بطرد الأطفال اليهود من المدارس، متجاهلًا هذا المطلب في المدارس الكرمليّة. واحتج على تخفيض الحكومة رواتب المعلّمين بنسبة 40 %، ودافع بقوّة وبروح إنجيليّة صلبة عن حرّيّة المدارس.

الراهب الصغير الخطير

أُطلق عليه لقب "الراهب الصغير الخطير" لأن آراءه المتعلّقة بالنازيّة معروفة في هولندا، وأصبح نموذجًا لدعوة الصحافة والإيمان الأخلاقي والالتزام بالحقيقة بالنسبة إلى الصحافيين الكاثوليك. لهذا السبب، أنشأ الاتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافيين في العام 1988 جائزة "تيطس براندسما" التي تُمنح كل ثلاث سنوات لصحافيين أو منظّمات للالتزام بقيمة البحث عن الحقيقة.

بعد موته، شهد كثيرون، بينهم ملحدون وغير كاثوليك، على أن الأب براندسما حافظ على حمل شعلة الرجاء إلى الجميع من دون تمييز بين الأديان، حتى في أحلك ساعات معسكرات الاعتقال. من الشهادات المؤثرة حول سلوكه المسيحي في غمرة آلامه، قال قس بروتستانتي: "أشهد أن تيطس براندسما كان ابنًا لله بنعمة يسوع المسيح". وتناول آخرون فضائله بالقول: "لم يكن يعرف كراهية ولا نفورًا ولا نفاد صبر ولا قسوة".

شفيع الصحافيين الكاثوليك في العالم

في العام 1952، بدأت الدعوى الأبرشيّة لإعلان تطويب الأب تيطس براندسما وقداسته في أبرشيّة دن بوش في هولندا، وكانت الأولى لشهيد الاشتراكيّة القوميّة.

في 3 تشرين الثاني 1985، أعلن البابا يوحنا بولس الثاني الأب تيطس براندسما طوباويًّا شهيدًا للإيمان، وشفيع الصحافيين الكاثوليك في العالم.

في تموز 2016، جرى التحقيق في أبرشيّة بالم بيتش في فلوريدا في معجزة حصلت بشفاعة الطوباوي الأب براندسما، وهي الشفاء من الورم الميلانيني الخبيث المنتشر في الغدد الليمفاويّة للأب مايكل دريسكول الكرملي.

إلى ذلك، أقرّ المجلس الطبّي المعيّن من مجمع دعاوى القديسين عدم قدرة العلم على شرح شفاء الأب دريسكول، ونُسب الشفاء إلى شفاعة الطوباوي تيطس براندسما. من ثمّ، اعترف مؤتمر المستشارين اللاهوتيين والكرادلة والأساقفة بهذه المعجزة.

في 25 تشرين الثاني 2021، وافق البابا فرنسيس على مراسيم صادرة عن مجمع دعاوى القديسين تتعلّق بالمعجزة المنسوبة إلى شفاعة الطوباوي تيطس براندسما، ممهّدًا الدرب نحو القداسة. وفي 4 آذار 2022، أعلن البابا فرنسيس تاريخ إعلان قداسة الأب تيطس براندسما في 15 أيّار 2022.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته