كيف تابت مريم المصريّة عن ذنوبها وسلكت درب القداسة؟

القديسة مريم المصريّة التائبة تستعد لتناول القربان المقدّس-فيسبوك القديسة مريم المصريّة التائبة تستعد لتناول القربان المقدّس من يد الكاهن القديس زوسيما | Provided by: Anastpaul.com/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة مريم المصريّة التائبة في تواريخَ مختلفة، منها 1 أبريل/نيسان من كل عام. هي من تحوّلت حياتها من امرأة عاشت أسيرة شهواتها إلى أكبر تائبة من خلال ممارستها أعمال التقشّف والزهد والصوم والصلاة.

وُلِدَت مريم في مصر. ولمّا بلغت الثانية عشرة من عمرها، تركت بيت أبيها، وعاشت في الإسكندريّة. كما كانت فتاة رائعة الجمال، لكنها لم تصن هذه النعمة، بل وقعت أسيرة شهواتها، وتركّز همها على اصطياد العدد الأكبر من الرجال. وظلّت على هذه الحال، سالكة في عالم الظلمات، طوال 17 عامًا.

ذاتَ يوم، قرّرت مريم الذهاب إلى أورشليم في تذكار ارتفاع الصليب المقدّس، ولم يكن هدفها آنذاك المشاركة في الصلاة، إنّما لتتابع جذب الشباب إلى ارتكاب الرذيلة. لمّا رغبت بالدخول إلى الكنيسة، لم تتمكن من ذلك على الرغم من محاولاتها المتكرّرة لأنّ يدًا خفيّة منعتها من الوصول إلى الداخل. حينئذٍ، فهمت أن السبب يعود إلى حياتها الملطّخة بالآثام. ثمّ راحت تتأمّل في أيقونة والدة الإله، وكان الخوف الشديد يسيطر عليها. بعدها، رفعت الصلاة، متضرّعة إلى مريم العذراء كي تسمح لها بالدخول إلى بيت الله. وفجأةً، رأت نفسها جاثية عند قدمي المصلوب، وهي تبكي نادمة على ذنوبها التي لا تُحصى.

بعد لحظات التوبة والحوار مع المصلوب، توجّهت إلى دير القديس يوحنا المعمدان حيث اعترفت بخطاياها، وتناولت القربان المقدّس. ثمّ سارت في طريق النسك، متوغّلة في براري الأردن، تمارس كل أعمال التقشّف والزهد والصلاة. وكانت البقول طعامها الوحيد الذي قلَّما كانت تجده في البرّية، واقتصر شرابها على القليل من الماء. استمرّت على هذه الحال لسنوات طويلة.

في أحد الأيّام، مرّ الكاهن القديس زوسيما في تلك البرّية، ووقع نظره عليها، وكانت شاحبة الوجه وشعرها أبيض اللون، فراحت تروي له قصّتها. كما طلبت منه أن يُحضر لها القربان المقدّس، وسألته أن يمنحها بركته الأبويّة، وتابعت طريقها في الجهاد والتوبة. لمّا عاد هذا الكاهن بعد سنة لزيارتها، وجدها ميتة ممدّدة على الأرض، فصلّى لها ودفنها وعاد بعدها إلى ديره، وكان ذلك في القرن الخامس.

يا ربّ، علّمنا أن نتوب عن خطايانا التي تحاول أن تفصلنا عنك، متعهّدين أمام صليبك المقدّس بعدم الرجوع إليها لأنّ محبّتك سرّ فرحنا الأزلي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته