كيف انتصر القديس كيرلس البعلبكي على أعدائه؟

معبد فينوس في قلعة بعلبك الأثريّة-لبنان معبد فينوس في قلعة بعلبك الأثريّة-لبنان | Provided by: Sergey-73/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس كيرلس البعلبكي في 29 مارس/آذار من كل عام. هو من استشهد حبًّا بالمسيح، منتصرًا على أعدائه ومختبرًا الفرح الأبدي.

عرف المسيحيّون الاضطهاد الشديد في العصور الأولى بسبب إيمانهم بالربّ يسوع. في القرن الرابع، رُسِمَ كيرلس شمّاسًا في بعلبك لكي يساهم في نشر المسيحيّة والدفاع عنها من دون خوف أو تردّد. وتميّز كيرلس بغيرته القويّة على كلمة الربّ يسوع ورفض السجود للأوثان، وراح بكل شجاعة يحطّم تماثيلهم، وحضّ الناس على تدمير هيكل فينوس الوثني. حينئذٍ، غضب منه عبدة الأوثان، وراحوا يُعدّون خطة من أجل الانتقام منه ومن كل مسيحي موجود في بعلبك إلّا أنّهم كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذ مخطّطهم.

وقد حصل ذلك الأمر في حقبة تولّي الملك يوليانوس الجاحد الحكم، وهو مَنْ اشتهر بكرهه للمسيحيين، وبخاصّة الذين كانوا يعيشون في فينيقيا وفلسطين، ما سهّل الطريق أمام هؤلاء الأشرار لتنفيذ عملهم الجبان. ولمّا حلّ الظلام، ألقوا القبض على كيرلس وجميع الذين كانوا معه من المسيحيين، ثمّ راحوا يمارسون عليهم كل أنواع التعذيب وأحقرها. وبعدها، قتلوا كيرلس، وقطعوا جسده إربًا أربًا من دون رحمة.

لقد جاءت سيرة القديس كيرلس البعلبكي مكلّلة بغيرته الشديدة على محبّة الربّ يسوع حتى إنّه سيق للذبح كالقطيع من دون أن يفتح فاه ولم يخف، بل ظلّ شجاعًا ثابتًا في نشر كلمة الإنجيل إلى الرمق الأخير، فنال بذلك إكليل المجد، منتصرًا على أعدائه، ودخل إلى فرح الحياة الأبديّة في النصف الثاني من القرن الرابع.

يا ربّ، ليكن هدفنا الوحيد في هذا الوجود أن نتعلّم احتقار أمجاد هذا العالم الباطل على مثال القديس كيرلس، من خلال البحث المستمرّ عن سرّ الخلاص الحقيقي حتى نستحق بلوغ نعيم ملكوتك.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته