كيف واصل القديس باباس مسيرته الإيمانيّة بالرغم من آلامه الشديدة؟

صورة تعبيريّة ترمز إلى طلب شفاعة القديسين صورة تعبيريّة ترمز إلى طلب شفاعة القديسين | Provided by: dimitrisvetsikas1969 via Pixabay

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد باباس في تواريخَ مختلفة، منها 16 مارس/آذار من كل عام. هو من أعلن إيمانه المسيحي بكل شجاعة واختار الاستشهاد حبًّا بالإله الحقّ.

برز اسم القديس باباس في حقبة الاضطهاد الشديد للمسيحيين في القرن الرابع. لا معلومات حول أولى محطات حياته، وكل ما سُجِّلَ عنه هو أنه من مدينة لارند في آسيا الصغرى. لمّا وصلت أخبار دفاعه الشجاع عن إيمانه المسيحي إلى أنيوس حاكم ليكوانيه، استدعاه للمثول أمامه واستجوبه بشأن حقيقة عبادته، فلم يخف القديس باباس بل جاهر بإيمانه بالمسيح وظلّ ثابتًا في محبّته له حتى الرمق الأخير.

حينئذٍ، أمر الوالي جنوده بتعذيبه، فجلدوه بلا رحمة ومزّقوا جسده بأسلاك من حديد. ثمّ واصلوا تعذيبه بأعنف الطرق وألبسوه في رجلَيْه جلدًا رقيقًا مكلّلًا بمسامير مسنّنة، وساروا بالقديس في طرقٍ بعيدة حتى تبلّلت الأرض من دمائه. أمام كل تلك الأوجاع الشديدة، لم يتراجع باباس عن تمسّكه بإيمانه، ولم يهب الاستشهاد حبًّا بالمسيح، بل كان يشكره على تلك النعمة بلا انقطاع.

في درب جلجثة باباس المريرة، علّقوه على شجرة غير مثمرة، فرفع صلاته الأخيرة على هذه الأرض، عائدًا إلى أحضان الآب السماوي، وكان استشهاده في مطلع القرن الرابع. ويُروى أن الحياة عادت إلى تلك الشجرة بعد وفاته، فراحت تعطي ثمارًا كثيرة.

لنُصَلِّ مع القديس الشهيد باباس في تذكاره كي لا نهاب السير في طريق جلجثتنا مهما كانت طويلة ومؤلمة، فنفرح بنعمة الله ونتأكد أنّنا بقوّة المسيح سننتصر ونعانق مجده الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته