القديسة فروسيا... مكرّسة تمسّكت بالعريس الأزلي وبحبّه اللامتناهي

القدّيسة فروسيا القديسة فروسيا | Provided by: Saint Charbel Family

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة فروسيا في 14 مارس/آذار من كل عام. هي من سعت في حياتها الرهبانيّة من أجل ارتقاء الكمال المسيحي، فسحقت كل التجارب منتصرة عليها بقوّة المسيح.

أبصرت فروسيا النور في القرن الرابع بمدينة القسطنطينيّة. ترعرعت وسط عائلة تقيّة ونبيلة. كان والدها أنكيتون أحد أعوان الملك تاودوسيوس الصغير الذي تولّى حمايتها بعد وفاة أبيها. أعلن تاودوسيوس بعدها خطوبتها على أحدهم، وفق التقاليد السائدة في ذلك الزمان.

في أحد الأيّام، وبينما كانت القديسة فروسيا تزور النسّاك في برّية تيبايس، مكثت هناك لبعض الوقت في جوار دير للراهبات. وحين تقربت منهنّ، سُحرت بحياتهنّ إلى حدّ أنّها شعرت برغبة قويّة لتقديم حياتها للمسيح. فتوجّهت عندئذٍ للقاء الأمّ الرئيسة، طالبةً منها الترهّب. رفضت الرئيسة في البداية طلبها، إنّما بعد إلحاح فروسيا العميق، قبلت بانضمامها إليهنّ.

بعث لها الملك برسالة، يسألها العودة إلى القسطنطنيّة من أجل تزويجها خطيبها، فأجابته أنّها وجدت عريسها الأزلي الذي ليس لحبّه انقضاء. وطلبت منه توزيع كل أموالها على الفقراء. حينئذٍ، دُهِشَ تاودوسيوس بجرأتها وتركها لأمرها.

ثابرت القديسة في خلال مسيرتها الرهبانيّة من أجل بلوغ الكمال، فراحت تمارس الصوم والتقشف، وتنشد الصلاة باستمرار إلّا أنّها كانت تتعرّض للتجارب. لم تخف الراهبة أبدًا بل كانت تنتصر على كل المحن بقوّة المسيح. كما أعطاها الربّ نعمة صنع العجائب. انتقلت إلى الحياة الأبديّة في العام 412.

لنُصَلِّ مع القديسة فروسيا في عيدها كي لا نهاب التجارب، بل نسحقها في كل حين بسلطان المسيح، ونترسّخ أكثر في إيماننا حتى النفس الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته