من شفيعة المتزوّجات والأرامل؟

القديسة فرنسيسكا الرومانية القديسة فرنسيسكا الرومانيّة | Provided by: Franciscan Media

تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار القديسة فرنسيسكا الرومانيّة في تواريخَ مختلفة، منها 8 مارس/آذار من كل عام. هي الزوجة المثاليّة والأمّ الصالحة التي لم تمنعها انشغالاتها العائليّة من العطاء والخدمة في حقل الربّ إلى أن بلغت مصاف القديسين.

وُلِدَت فرنسيسكا في روما في العام 1384، وترعرعت وسط عائلة غنيّة ونبيلة، متحصّنة بأسمى النعم الروحيّة. منذ طفولتها، لامست كيانها رغبة قويّة بتكريس بتوليّتها للمسيح إلّا أن والديها زوّجاها في سنّ مبكرة شابًا شريفًا وكريم الأخلاق من أصل روماني، فكانت له المرأة المثاليّة والرفيقة المخلصة والأمّ الصالحة التي ربّت أولادهما الثلاثة على محبّة الله وعيش كلمته.

لم تبعدها انشغالاتها الزوجيّة عن الاهتمام بنموّها الروحي، بل واظبت على الصلاة والتأمّل والتقشف. وكان زوجها يوفّر لها الدعم اللازم على المستويين المعنوي والمادي لتقوم بأعمال التقوى والرحمة وتساعد الفقراء والمحتاجين.

تميّزت فرنسيسكا بسلوكها المتواضع مع خدّامها، فعاشت معهم كأنّهم إخوة لها بالمسيح. وفي فترة الصراعات السياسيّة في روما، توفّي اثنان من أبنائها وأصيب زوجها بإعاقة، فواجهت تجربتها الأليمة، متمسّكةً بإيمانها الذي جعلها تنتصر على جراحها بقوّة صليب المسيح المقدّس.

في العام 1425، أسّست فرنسيسكا رهبنة المكرّسات، بحسب قوانين القديس بنديكتوس. ولمّا مات زوجها، تركت منزلها وتوجّهت للعيش في الدير الذي أنشأته. اختارت الراهبات فرنسيسكا رئيسة لهنّ إلّا أنها رفضت بشدّة ارتقاء ذلك المنصب، لكنها في النهاية أذعنت لطلبهنّ، فكانت مثالًا للأخت المتواضعة والخادمة الأمينة لكلمة الله في تعاطيها معهنّ، واستمرّت في تلك المهمّات طوال أربع سنوات إلى أن رقدت بعطر القداسة في العام 1440.

وهكذا، اختبرت هذه القديسة فرح الحياة الأبديّة ومعانقة المسيح. كما برهنت أن طريق القداسة دعوة للجميع، وهي غير مقتصرة على الرهبان والراهبات. وأجرى الله على يدها معجزات كثيرة. أعلنها البابا بيوس الخامس قديسة على مذابح الربّ في العام 1608. وهي تُعدّ شفيعة المتزوّجات والأرامل.

لنُصَلِّ مع القديسة فرنسيسكا في عيدها كي نثابر في مسيرة قداستنا، ولا نهاب الأشواك التي تعترض سبيلنا، بل ننتصر عليها بقوّة صليب ربّنا إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته