قديسان فلسطينيّان ثبتا في محبّة المسيح حتى الاستشهاد

صورة تعبيريّة تمثّل الصلاة وطلب شفاعة القديسين صورة تعبيريّة تمثّل الصلاة وطلب شفاعة القديسين | Provided by: Ri_Ya via Pixabay

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسَيْن الشهيدَيْن بولس وأخته يولياني في تواريخَ مختلفة، منها 4 مارس/آذار من كل عام. هما من لم يتمكّن الألم من جعلهما ينكران إيمانهما الراسخ بالمسيح.

يتحدّر بولس وأخته يولياني من مدينة عكا في فلسطين، وكان بولس قارئًا في الكنيسة. في تلك الحقبة، أمر الملك أورليانوس قيصر المسيحيين بالسجود للأوثان وتقديم الذبائح لها.

ذات يوم، بينما كان الحاكم يمرّ في عكا، وقع نظره على بولس ورأى إشارة الصليب محفورة على جبهته، فاستدعاه وسأله: «أما عرفت بأمري للمسيحيين؟». أجابه بولس بلا خوف: «نعم سمعت بالأمر، لكن أيّ عاقل من المسيحيين يترك الإله الحيّ ليكرّم أوثانكم؟».

غضب الإمبراطور جدًّا في تلك اللحظة وأمر جنوده بتعذيبه بأعنف الوسائل، فعلّقوه على منصّة وضربوه بلا رحمة بسلاسل من حديد حتى تمزّق جسده. أمام هذا المشهد، تقدّمت أخته يولياني بكل جرأة من الحاكم واتّهمته بالقسوة والظلم. أمسك بها العسكر حينها ونالت نصيبها من الآلام، وراح شقيقها يحضّها على الصمود، وبعدها ألقوها مع أخيها في سجن مظلم.

تعرّض بولس وأخته لمزيدٍ من الظلم إذ وُضِعَت يولياني في أحد بيوت الدعارة، ثمّ أجلسوها مع شقيقها على كرسيَّيْن من حديد وأشعلوا النار تحتهما، لكن الألم لم يزعزع ثقتهما بالمسيح، بل ترسّخا أكثر بإيمانهما الحيّ الذي ساهم في خلاصهما من كل أذى وفي هداية عددٍ من الجنود إلى الإيمان الحقّ والاستشهاد في سبيله. ولمّا فشلت كل محاولات التعذيب معهما، أمر الملك بقطع عنقَيْهما في العام 273، فنالا إكليل النصر والفرح الأبدي.

علّمنا يا ربّ، في تذكار القديسَيْن الشهيدَيْن بولس وأخته يولياني، الصمود وسط المحن، واجعلنا نعلن ثقتنا برحمتك اللامتناهية في كل حين وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته