القديس يعقوب... الناسك المتجرّد عن أمجاد العالم

القديس مارون القديس مارون، معلّم البار يعقوب الناسك | Provided by: Pope John/Pinterest

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس البار يعقوب الناسك في 20 فبراير/شباط من كل عام. هو من تتلمذ على يد القديس مارون، واختار حياة النسك والزهد والتقشف، فابتعد عن كل ما يفصله عن الربّ يسوع وارتفع نحو المجد الأزلي.

القديس يعقوب هو من تلاميذ القديس مارون الناسك الذي تتلمذ على يده، على مثال كثيرين، فاختار الانضمام إلى مدرسته والسير وفق أسسها النسكيّة الأكثر صرامة.

كما كتب المؤرّخ تاودوريطس أسقف قورش سيرة حياته، فروى عنه أنّه اختار الحياة النسكيّة في جبل قورش القريب من إنطاكية، بعيدًا عن أمجاد العالم، وصوّب بوصلة قلبه نحو الأمجاد السماويّة، باحثًا عن مملكته الحقيقيّة. ومارس حياة التقوى والفقر والتقشف والصوم والفضيلة، فاقتصر طعامه على الحبوب والأعشاب، وأنهك صحّته بسبب ارتدائه السلاسل الحديديّة.

عاش القديس يعقوب في الهواء الطلق طوال حياته، ولم يترك غير السماء غطاءً له، فتحمّل البرد القارس والثلوج في فصل الشتاء، والحرارة المرتفعة في فصل الصيف، محاولًا الانتصار على التجارب، من خلال عيشه التجرّد الكلّي.

تميّز القديس يعقوب بميله العميق نحو الوحدة والصمت، ومناجاته اللامتناهية للخالق، وتلاوة الصلاة بشكل متواصل، ولم يكن من أمر يقطع هذه اللحظات المفعمة بالخشوع، غير حضور الناس إليه من كل صوب لسماع إرشاداته وطلب صلاته ونيل بركاته.

وبعدما أمضى القديس يعقوب حياة مكلّلة بالتضحية والقداسة، رقد بسلام في القرن الخامس.

علّمنا يا ربّ، في تذكار القديس البار يعقوب الناسك، كيفيّة عيش التجرّد عن قشور هذا العالم واللجوء إلى الصمت والصلاة من أجل معانقة وجهك القدّوس في الحياة الأبديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته