البابا فرنسيس يدعو الإكليروس والمكرّسين في جنوب السودان إلى مساندة شعبهم المتألم

البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان-1 البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان | Provided by: Vatican Media
البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان-2 البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان | Provided by: Vatican Media
البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان-3 البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان | Provided by: Vatican Media

في اليوم الثاني من زيارته الرسوليّة لجنوب السودان، توجّه البابا فرنسيس بكلمة إلى الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، داعيًا إيّاهم إلى طاعة الربّ ومساندة الشعب المتألم والابتعاد عن الروح القبليّة والخدمة المتواضعة والتعاون.

وقارن بين قصّة موسى والخدمة في حقل الربّ، متوقّفًا عند موقفين تميّز بهما، وهما الطاعة لمبادرة الله والشفاعة.

وحضّ الكهنة والشمامسة والرهبان والإكليريكيين على أن يكونوا أدوات مطيعة بين يدي الربّ، موضحًا أن الطاعة التي نحتاجها في خدمتنا تتمثّل في الاقتراب من الله بذهول وتواضع، والسماح له بأن يجذبنا ويوجّهنا، والإدراك أن الأولويّة ليست لنا بل لله كي نوكل أنفسنا لكلمته قبل أن نستخدم كلماتنا ونقبل بالطاعة مبادرته قبل أن نركّز على مشاريعنا الشخصيّة والكنسيّة.

وتابع: «أمام الراعي الصالح، نفهم أننا لسنا زعماء قبائل، إنما رعاة رحماء، وأننا لسنا أرباب الشعب بل خدم ينحنون ليغسلوا أرجل إخوتهم وأخواتهم، ولسنا منظمة دنيويّة تدير الخيرات الأرضيّة، إنما جماعة أبناء الله. لنصنع إذن مثل موسى أمام الله: لنخلع نعلَيْنا باحترام متواضع، ولنتجرّد من ادّعائنا البشري، ولنسمح للربّ بأن يجذبنا، فنعزّز اللقاء معه في الصلاة، ولنقترب كل يوم من سرّ الله».

ولفت إلى أن موسى أصبح أداة خلاص لشعبه المتألم، فجعلته الطاعة لله قادرًا على أن يتشفّع لإخوته، شارحًا معنى الشفاعة التي لا يقتصر معناها على الصلاة من أجل الآخرين بل يتعدّاه إلى اتخاذ خطوة نحو الوسط، على حدّ قوله.

ورأى ضرورة أن يطوّر الرعاة فنّ «السير في الوسط»، مردفًا: «إن واجبنا الأوّل ليس أن نكون كنيسة منظّمة بشكل كامل، إنما كنيسة تقف باسم المسيح في وسط معاناة الشعب وتلتزم لصالح الناس. يجب ألّا نمارس خدمتنا ساعين وراء الامتيازات الدينيّة والاجتماعيّة، إنما علينا أن نسير معًا في الوسط وأن نتعلّم كيف نصغي ونتحاور ونتعاون في ما بيننا ككهنة ومع العلمانيين».

ودعاهم إلى محاولة التغلّب على تجربة الفرديّة والمصالح الحزبيّة وتعزيز الاحترام المتبادل والقرب والتعاون الملموس.

البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان. Provided by: Vatican Media
البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان. Provided by: Vatican Media

وتابع الأب الأقدس تأمّله في قصّة موسى، حاضًّا الإكليروس والمكرّسين على تعميق فنّ الشفاعة عبر النظر إلى يديه، ومتناولًا ثلاث صور من الكتاب المقدّس: موسى وفي يده عصا، وموسى ويداه ممدودتان، وموسى ويداه مرفوعتان إلى السماء.

وأوضح أن الصورة الأولى تعني الشفاعة بالنبوءة، مشجّعًا إيّاهم على رفع أصواتهم ضدّ الظلم وسوء استخدام السلطة كي يشفعوا لشعبهم.

وأضاف: «إذا أردنا أن نكون رعاة يتشفّعون، لا يمكننا أن نقف محايدين إزاء الألم الذي يسبّبه الظلم والعنف لأن إنجيل المسيح يتعرّض للإهانة حيثما تُجرح امرأة أو رجل في حقوقهما الأساسيّة».

وشرح الصورة الثانية بالقول إن يدي موسى الممدودتين هما العلامة أن الله على وشك أن يعمل، مستنتجًا أن النبوءة لا تكفي لكي نتحرّر من الشرّ، بل نحن بحاجة إلى أن نمدّ أذرعنا لإخوتنا وأخواتنا ونعضد مسيرتهم وننهضهم ونذكّرهم بأمانة الله.

وانطلق من الصورة الثالثة ليؤكد أهمّية الشفاعة وطلب المغفرة وإدارة المصالحة كقنوات لرحمة الله الغافر.

البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان. Provided by: Vatican Media
البابا فرنسيس يلتقي الإكليروس والمكرّسين في كاتدرائيّة القديسة تريزيا الطفل يسوع في جوبا، عاصمة جنوب السودان. Provided by: Vatican Media

وختم البابا فرنسيس كلمته، متمنّيًا أن يكون الإكليروس والمكرّسون رعاةً وشهودًا أسخياء يتسلّحون بالصلاة والمحبّة، ويسمحون لنعمة الله بأن تدهشهم، فيصبحوا أدوات لخلاص الآخرين، وأنبياء يرافقون الشعب، وشفعاء بأذرع مرفوعة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحبر الأعظم يستكمل رحلته الرسوليّة لجنوب السودان حتى الغد، ويختتمها بقداس إلهي في ضريح جون غارانغ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته