القديسة الشهيدة آغاثا... بتول قاست أشدّ العذابات حتى الاستشهاد

القديسة الشهيدة آغاثا القديسة الشهيدة آغاثا | Provided by: Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة الشهيدة آغاثا في 5 فبراير/شباط من كل عام. هي من تخلّت عن أمجاد الأرض وجعلت المسيح يملك على كل حياتها حتى نيلها إكليل الشهادة من أجل اسمه.

وُلِدَت آغاثا في إيطاليا في الربع الأوّل من القرن الثالث. تميّزت بجمالها وأخلاقها الحسنة، وامتلكت الكثير من المال، لكنها اختارت التخلّي عن مجد الأرض الباطل ومعانقة سرّ الخلاص ومحبّة المسيح اللامتناهيّة.

لمّا عرف القنصل الروماني كونتيانوس المعروف بشرّه وفسقه بأمرها، راح يتقرّب منها ورغب في الزواج بها إلّا أنها صدّته، مردّدةً في صلاتها: «يا ربّ، أنتَ ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكلّيتي. أنا من خرافك، اجعلني أهلًا لأن أغلب الشيطان».

في تلك الحقبة، صدرت الأوامر باضطهاد المسيحيين، فوجد الحاكم في ذلك فرصته للنيل من آغاثا إذ أرسلها إلى بيتٍ للدعارة كانت تملكه امرأة شريرة اسمها أفردوسيا. وكانت تلك المرأة تحاول إزعاج البتول القديسة بعباراتها السيّئة، فتجيبها آغاثا: «إنني أحسب أن لسانك هو لسان الشيطان الساكن في قلبك لا لسان امرأة». ظلّت آغاثا شهرًا كاملًا في ذلك البيت، تبكي ليلًا نهارًا. من ثمّ، ذهبت أفردوسيا إلى الحاكم، وأخبرته عن ثبات تلك البتول في إيمانها.

حينئذٍ، استدعاها إلى مجلسه، معلّلًا النفس بأنّه سيتمكّن منها هذه المرّة، وستبدّل موقفها، لكن آغاثا تمسّكت أكثر بقوّة المسيح النابضة في عروقها، وصمدت في وجهه ولم تخضع له، فأمر بقطع ثدييها، ثمّ أُلقيت في السجن من دون علاج أو طعام. ويُروى أن القديس بطرس ظهر لها في منتصف الليل، وشفاها من آلامها باسم الربّ يسوع. كما سطع نور عظيم في السجن حتى أُصيب الحرّاس بالرعب، فهربوا مسرعين.

لمّا بلغ خبر شفائها إلى ذلك الحاكم الشرير، سيطر عليه الغضب الشديد، وأمر بأن تُرمى في النيران الملتهبة حتى تحترق. وكانت البتول القديسة تحتمل أوجاعها بصبر عميق حتى نالت إكليل النصر في العام 251.

نسألك يا ربّ، في تذكار القديسة آغاثا، أن تعلّمنا التخلّي عن أمجاد الأرض الباطلة وعدم الاستسلام وسط المحن حتى نستحق أن نُتوّج بإكليل النصر الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته