القديس أفرام السرياني... قيثارة الروح القدس وملفان البيعة

القديس أفرام السرياني القديس أفرام السرياني | Provided by: Bellevue University Library/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس أفرام السرياني ملفان البيعة في تواريخَ مختلفة، منها 28 يناير/كانون الثاني من كل عام. هو مصباح المعرفة الذي اشتهر بكتاباته وأشعاره وأناشيده وتعاليمه حتى ذاع صيته في أصقاع الأرض كلّها.

أبصر القديس أفرام النور في مدينة نصيبين، إحدى مدن ما بين النهرين، في مطلع القرن الرابع، ونشأ في عائلة مسيحيّة. تميّز بحبّه لقراءة الإنجيل، فاغتنت كتاباته بكلمة الحياة، وأصبح شاعرًا ملهمًا ومنارةً للإيمان الحقّ ومتيّمًا بمديح مريم العذراء.

كما حاز ألقابًا عدّة لفصاحة لسانه وبلاغة أدبه وطهارة سيرته، فهو «قيثارة الروح القدس» و«شمس السريان». تعلّم على يد القديس يعقوب أسقف نصيبين الذي ساهم في تنميته على المستويَيْن الرعوي والتعليمي، وحين أراد أن يرسمه كاهنًا، اعتذر أفرام منه، واختار أن يظلّ شمّاسًا طوال حياته.

ثابر القديس أفرام على عيش التواضع والوداعة، وتولّى مهمّة التعليم في مدرسة نصيبين، فراح يشرح لتلاميذه بأسلوب ممتع ومباشر جوهر الإيمان الحقّ وركائز الأخلاق المسيحيّة، وتتلمذ له مشاهير علماء السريان. انكبّ على التدريس والتأليف حتى بلغت مدرسة نصيبين أعلى درجات النجاح والازدهار. غادر موطنه، وانتقل إلى مدينة الرها حيث تابع رسالته التعليميّة بالتفوّق عينه.

ضربت المجاعة تلك المدينة، فأسرع القديس أفرام مع تلاميذه إلى جمع التبرّعات لمساعدة المحتاجين وتأمين مأوى للمشرّدين. من ثمّ، انتشر وباء الطاعون وأدّى إلى موت الكثيرين، فاهتمّ القديس أفرام بدفنهم. ثمّ أُصيبَ بالمرض بسبب التعب الشديد الذي حلّ عليه، فأوصى تلاميذه بأن يدفنوه بثوبه الرهباني العتيق في مقابر الغرباء، وأن يوزّعوا المال الذي سيُجمع في دفنه على الفقراء. انتقل القديس أفرام إلى الحياة الأبديّة في العام 373، وأعلنه البابا بنديكتوس الخامس عشر ملفان الكنيسة الجامعة في العام 1920.

لنُصَلِّ مع القديس أفرام في عيده كي نتحصّن على مثاله بنعمة الإيمان الحقّ وروح التواضع والوداعة حتى نموت عن ضعفنا البشري وتشرق فينا شمس المسيح، أينما حللنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته