القديس يوحنا الكوخي... الناسك المتسوّل على باب أبيه

القديس يوحنا الكوخي القديس يوحنا الكوخي | Provided by: Cecill Torres de Navarro/Pinterest

تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار القديس يوحنا الكوخي في 15 يناير/كانون الثاني من كل عام. هو من ترك بيت أبيه بالسرّ، مكرّسًا حياته للربّ، ثمّ رجع إليه متسوّلًا. اختبر الألم لكنه ظلّ ثابتًا في إيمانه.

وُلِدَ القديس يوحنا، الملقّب بالكوخي، في القسطنطينيّة. كان والده أفتروبيوس أحد عظماء قادة الجيش، وعُرِفت أمّه تاودورا بأخلاقها الحسنة وكرمها الكبير.

تلقّى القديس يوحنا تربية تميّزت بالدلال والكثير من الترف لكنه اشتهر بمحبّته للتقوى ومواظبته على الذهاب إلى الكنيسة. في أحد الأيّام، طلب من والده أن يشتري له إنجيلًا، فأهداه واحدًا حتى أصبح رفيقه الوحيد الذي لا يفارقه أبدًا.

ذاتَ يوم، أتى راهبٌ لزيارة منزل يوحنا، فتعلّق قلب الأخير به حتى رغب في التشبّه بسيرته. ثمّ عزم على ترك العالم والدخول إلى الدير.

بعدها، رافقه يوحنا إلى ديره بالسرّ. حين عرفت عائلته باختفائه، خافت كثيرًا، وبحثت عنه طويلًا من دون جدوى.

لحظة وصول يوحنا إلى الدير، لاحظ رئيسه آنذاك مدى صغر سنّه، فتردّد في قبوله، لكنه أعطاه فرصة نتيجة لإصراره الشديد. مع مرور الوقت، أثبت يوحنا مدى جدّيته، وانكبّ على عيش الفضائل إلا أن تفكيره المستمرّ بوالدَيْه وما ألحق بهما من ألم أرهق نفسه وأتعب جسمه وكاد يودي بحياته، فأذن له رئيس الدير بزيارتهما.

لمّا بلغ يوحنا الناسك قصر أبيه، وقف عند بابه يتسوّل. مرّ والده من أمامه، فأخذ يبكي، لكنه تمالك نفسه وطلب صدقة. ظلّ طويلًا على تلك الحالة، وكان يرى أمّه وهي تخرج إلى الحديقة وتدخل منها. كما اعتاد أبوه رؤيته، فألفه. ثمّ سأله يوحنا أن يأذن له ببناء كوخ في زاوية الحديقة يخلد فيه إلى النسك والصلاة، فقبل طلبه. سكن يوحنا في الكوخ ثلاث سنوات اختبر فيها الألم لكن إيمانه لم يتزعزع. بعدها، أُوحي إليه بالحلم أن ساعته قد دنت.

طلب رؤية والدَيْه، وما إن حضرا حتى دفع إليهما بنسخة الإنجيل التي لطالما احتفظ بها. وحين وقع نظرهما عليها عرفاها، ثمّ ألحّا بالسؤال عليه، فاعترف حينئذٍ أنّه يوحنا ابنهما. انطرحا عليه يقبّلانه وهما ينتحبان. وأخيرًا، سألهما أن يصفحا عنه، وأسلم الروح.

لنُصَلِّ مع القديس يوحنا في عيده كي نتعلّم على مثاله أن يكون رفيق حياتنا إنجيل المسيح، كلمة الحياة التي لا تتزعزع أبدًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته