بمَ أمر القديس تاودوسيوس رهبانه كي يعيشوا التجرّد؟

القديس تاودوسيوس القديس تاودوسيوس | Provided by: Wikimedia Commons

تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار القديس تاودوسيوس في 11 يناير/كانون الثاني من كل عام. هو من عاش حياة النسك والفضيلة طوال حياته، وأنشأ الكثير من الأديار، ووضع القوانين للرهبان.

وُلِدَ تاودوسيوس في الكبادوك من أبوَيْن فاضلَيْن، ولازم الكنيسة منذ طفولته من أجل الصلاة والخدمة. تعلّم قراءة الكتاب المقدّس، وتميّز بشوقه لزيارة الأراضي المقدّسة.

لمّا رُسِمَ شمّاسًا قارئًا، سمع صوت الربّ يصرخ في أعماقه: «انطلق من بيت عشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أُريك» (تك 12: 1).

وهكذا لبّى تاودوسيوس نداء الربّ، وانطلق متّجهًا نحو الأراضي المقدّسة. في طريقه، زار القديس سمعان العمودي الذي منحه بركته وراح يناديه باسمه، ثمّ تابع مشواره، وتتلمذ لدى ناسك تقيّ يُدْعَى لونجينوس، فغرس أسمى الفضائل الروحيّة في وجدانه.

بعد تلك المحطّات في حياته، عاش التقوى والنسك في مغارة في أحد الجبال حتى ذاع صيته، وجاء إليه الكثيرون يسألونه التتلمذ على يديه.

اهتمّ تاودوسيوس كثيرًا بالفقراء والمرضى، وصنع المعجزات، وبنى أديارًا للرهبان، وأصبح رئيسهم في ما بعد، ثمّ وضع لهم القوانين عن الحياة المشتركة.

كان تاودوسيوس يأمر رهبانه بأن يحفروا قبورهم بأيديهم ويقفوا أمامها، فيتذكّروا ساعة الموت المخيفة ومصيرهم في الحياة الأبديّة.

بعدئذٍ، تابع بناء الأديار، وأنشأ دير قنّوبين في وادي قاديشا في لبنان، وفق تقليد الكنيسة المارونيّة. ثمّ عاد إلى فلسطين حيث أمضى سنواته الأخيرة. انتقل إلى الحياة الأبديّة في العام 528، وله من العمر 105 أعوام.

نسألك أيها الربّ يسوع، في تذكار القديس تاودوسيوس، أن تعلّمنا إدراك أن مجد هذه الأرض زائل ووحده فرح ملكك الأبدي ثابت إلى الأبد.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته