مسيحيّو باكستان ينعون البابا بنديكتوس بعبارات مؤثّرة

كاتدرائيّة القلب المقدّس في لاهور، باكستان باكستانيّون يشاركون في الاحتفالات الميلاديّة في كاتدرائيّة القلب الأقدس في لاهور، باكستان | Provided by: A M Syed/Shutterstock

ببالغ الحزن، تلقّى مسيحيّو باكستان ليلة رأس السنة الجديدة خبر وفاة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر. وتشارك الناس هذا الخبر الأليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتفاعل معه مئات الأشخاص عبر كتابة رسائل تعزية على الفيسبوك.

في هذه المناسبة، أقامت منظمة Minority Concern أمسية شعريّة بحضور جمهور غفير من مسيحيين ومسلمين، استُهلّت بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على روح البابا الراحل، ثمّ تناوب الشعراء المشاركون على تلاوة قصائد أعربوا من خلالها عن تقديرهم له، مشيدين بفضائله الفريدة.

في السياق عينه، قال حامد هنري الذي أدار الأمسية: «كانت خدمة البابا بنديكتوس للكنيسة في الأوقات العصيبة جديرة بالتقدير. لقد كان قائدًا عظيمًا للكنيسة، قادها على أكمل وجه في الأوقات الصعبة. ستكون ذكراه خالدة، تقديرًا لخدماته الجليلة».

وفي قداس منتصف ليلة رأس السنة الجديدة، نعى الواعظون في كل أنحاء باكستان، كاثوليك وبروتستانت، البابا الراحل، باعتباره زعيمًا روحيًّا للمسيحيين على مستوى العالم.

ففي كراتشي، أكبر مدن باكستان، نعى رئيس أساقفتها الكاثوليكي بيني ترافاس البابا قائلًا: «تلقّينا اليوم ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر عن عمر ناهز الخامسة والتسعين في مقرّ إقامته بالفاتيكان».

وأضاف: «كان البابا بنديكتوس السادس عشر الحبر الروماني لقرابة ثماني سنوات، وقاد الكنيسة الكاثوليكيّة في أوقات عسيرة إلّا أنه سيُذكر دائمًا، نظرًا إلى القرار الذي اتّخذه في 11 فبراير/شباط 2013 حينما صدم العالم بإعلان استقالته المفاجئة، بوصفه أول بابا يستقيل طواعية منذ زمن بعيد».

وأردف: «فضلًا عن كونه لاهوتيًّا عظيمًا ومدافعًا عن العقيدة الكاثوليكيّة، كان البابا بنديكتوس في الوقت نفسه متواضعًا، ثابتًا في إيمانه ومحافظًا في تفكيره. سنسمع في الأيّام المقبلة الكثير عن حياته، لكن الجميع متّفقون على أنه كان خادمًا صالحًا ومخلصًا ليسوع».

وأعرب ترافاس عن حزن الكاثوليك في كراتشي على هذه الخسارة الكبيرة، قائلًا: «في هذه الساعة الحزينة، نقدّم أعمق تعازينا إلى البابا فرنسيس وجميع الإكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين. لترقد روح البابا بنديكتوس السادس عشر بسلام».

وعلى صفحتها الرسميّة عبر الفيسبوك، قالت الكنيسة الكاثوليكية في باكستان: «إن الرحيل المؤلم للبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر الذي عادت روحه إلى بارئها هو يوم حزين لجميع أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة في كل أنحاء العالم. لتحمله الملائكة إلى الملكوت في أحضان الأبرار والقديسين في أورشليم العليا، الجديدة والأبديّة». وجاء في المنشور أيضًا: «ارقد بسلام بصحبة الملائكة والقديسين في الملكوت السماوي إلى الأبد».

وكان كثيرون من الباكستانيين قد نعوا البابا الراحل عبر منشورات على الفيسبوك. في هذا السياق، قال نديم سهر، وهو كاثولي من مدينة رحيم يار خان: «عزيزي البابا بنديكتوس، أشكر لك جهودك الدؤوبة وخدمتك للكنيسة الكاثوليكيّة. ليكافئك الله بالمسكن السماوي الأروع في الملكوت».

من جهته، قال كامران نايير، وهو كاثوليكي من مدينة واه: «لتكن أعماله الصالحة نورًا للعالم أجمع. لتسترح روحه في الحياة الأبديّة».

من جانبه، قال رضا جوزيف شريف من فيصل آباد في منشوره: «لتسترح نفسه بسلام إلى الأبد. سنتذكّر دائمًا كل ما عمله من أجل إصلاح الكنيسة الكاثوليكيّة».

والجدير بالذكر أن الكنيسة الكاثوليكيّة في باكستان هي كنيسة نابضة بالحياة في بلد إسلامي. بلغ عدد مؤمنيها في العام 2018 قرابة 1.333.450 كاثوليكيًّا، وهو ما يمثّل أقلّ من 1% من إجمالي سكان البلاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته