يوحنا المعمدان… السراج الموقد المنير

يوحنا المعمدان يوحنا المعمدان | Provided by: dodo71 via Pixabay

«ماذا خرجتم ترون؟ أنبيًّا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبيّ. فهذا الذي كُتِبَ في شأنه: "ها أنا أُرسل قدّامك ملاكي ليعدّ الطريق أمامك". أقول لكم: ليس في أولاد النساء أكبر من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أكبر منه» (لو 7: 26-28).

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار مديح يوحنا المعمدان لأنّه حاز مكانة واسعة في قلبها لما تميّزت به رسالته التبشيريّة، فضلًا عن مكانته في الليتورجيا.

عاش يوحنا المعمدان حياة النسّاك، منذ حداثته في البرّية، وكانت ثيابه مصنوعة من وبر الإبل وعلى حقويه حزام من جلد. أمّا طعامه، فكان الجراد وعسل البرّ. هو من تنبّأ عن مجيء المسيح قائلًا: «أنا أعمّدكم بالماء، لكن يأتي من هو أقوى منّي، من لستُ أهلًا لأن أفكّ رباط حذائه. إنه سيعمّدكم بالروح القدس والنار» (لو 3: 15-16).

من هنا، يُعتبر يوحنا المعمدان رسولًا لأنّ الربّ الإله أرسله كي يُعدّ الطريق أمام ابنه، ويعدّ أيضًا مبشّرًا لأنّه وعظ الشعب وبشّرهم بالمسيح أي بالمخلّص المنتظر. ويُعتبر أيضًا معترفًا لأنّه أعلن للناس أنّه ليس المسيح، إنّما هو رسول أمامه، والمسيح هو ابن الله.

كما أن يوحنا أصبح في مرتبة أعظم من الرسل حين عمّد ربّهم، يسوع المسيح. وهو كاهن أيضًا لأنّه من النسل الكهنوتي ومُعمِّد رأس الكهنوت وخادمه. وأخيرًا هو شهيد لأنّه مات بقطع رأسه: «أرسل الملك من وقته حاجبًا، وأمره بأن يأتي برأسه. فمضى وقطع رأسه في السجن» (مر 6: 27).

أيّها الربّ يسوع، في تذكار مديح يوحنا المعمدان، أنتَ من قلتَ عنه: «كان يوحنا السراج الموقد المنير، ولقد شئتم أن تبتهجوا بنوره ساعةً» (يو 5: 35)، نسألك أن تجعل حياتنا سراجًا يضيء نورك في حياة كل إنسان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته