العراق... الحاضر الدائم في قلب البابا بنديكتوس

البابا بنديكتوس السادس عشر البابا بنديكتوس السادس عشر | Provided by: Vatican Media & esfera/Shutterstock

أظهر البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر في خلال سنوات حبريّته اهتمامًا جدّيًا بواقع المسيحيين في العراق في كلماتٍ عدّة له تحدّث فيها عن المعاناة التي يعيشونها من جرّاء الاضطهاد، مشدّدًا على أهمّية تقديم الحماية الكاملة لهم وللكنائس في العراق.

وحذّر البابا الراحل في كثيرٍ من الخطابات من أن أعمال العنف والهجمات الإرهابيّة تستهدف المسيحيين خصوصًا وتهدّد وجودهم في البلاد. وذكّر مرارًا بوجوب أن تبذل الحكومات مجهودًا كبيرًا للحفاظ على هذا المكوّن الأصيل الذي يُعتبر من أقدم المجتمعات المسيحيّة في العالم. وحرص البابا الراحل على دعم المسيحيين في العراق لتقديم شهادة شجاعة للإيمان والصمود.

وكان بنديكتوس السادس عشر قد أعلن رئيس الكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة البطريرك الراحل عمانوئيل دلّي الثالث كاردينالًا ليكون أوّل مواطن عراقي يصل إلى هذه الرتبة الكنسيّة الكاثوليكيّة في التاريخ. وصرّح البابا بنديكتوس وقتذاك بأن هذه الخطوة تعطي دلالة على «التقارب الروحي» و«التعاطف» مع مسيحيي العراق.

حينها قال: «كيف يمكننا في لحظات الفرح هذه ألّا ننظر بقلق ومحبّة إلى مسيحيي العراق؟».

وأضاف أن «إخواننا وأخواتنا يعيشون بإيمانهم التداعيات المأساويّة لنزاع مستمرّ ويعيشون أوضاعًا سياسيّة معقّدة وهشّة». ومضى يقول: «أردتُ من خلال تعيين بطريرك كنيسة الكلدان الكاثوليكيّة العراقيّة كاردينالًا أن أعرب بشكلٍ ملموس عن تعاطفي مع مسيحيي هذا البلد».

البابا بنديكتوس السادس عشر مع بطريرك الكنيسة الكلدانيّة السابق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلّي. Provided by: ercf.blogspot
البابا بنديكتوس السادس عشر مع بطريرك الكنيسة الكلدانيّة السابق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلّي. Provided by: ercf.blogspot

كما كان البابا بنديكتوس السادس عشر قد وافق على انتخاب المطران لويس ساكو بطريركًا جديدًا للكنيسة الكلدانيّة في العام 2013، خلفًا للبطريرك عمانوئيل الثالث دلّي.

لم يستطع البابا الراحل بنديكتوس زيارة العراق على الرغم من المحاولات الكثيرة، إلّا أنه لم يُخْفِ فرحته عندما أعلن البابا الحالي فرنسيس أنه سيجري زيارة تاريخيّة للعراق في أبريل/نيسان 2021. وفي السياق نفسه، أعرب البابا الفخري عن قلقه إزاء التوقيت الحرج الذي أُعْلِنَت فيه الزيارة، وقال: «أعتقد أنها رحلة في منتهى الأهمّية، لكنّها خطرة أيضًا».

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر الذي قضى العقد الأخير من حياته في دير «أمّ الكنيسة» الفاتيكاني قد توفّي في 31 ديسمبر/كانون الأوّل عن عمر 95 عامًا.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته