لماذا خُتِنَ الربّ يسوع؟

ختان الربّ يسوع ختان الربّ يسوع | Provided by: Andrea Mantegna, The Circumcision, c. 1462/NCR

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار ختان الربّ يسوع في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام، فنتذكّر ختانه بالجسد. وهو خضع لذلك الفعل كي يظهر لنا حقيقة ناسوته وأنه من نسل إبراهيم المختون، وأراد أيضًا أن يؤكد أنه لم يأتِ لينقض شريعة الأنبياء بل ليكمّلها.

كانت شريعة الله تفرض في العهد القديم أن يُختن كل صبي ابن ثمانية أيّام. وقد بدأ ذلك الختان رسميًّا في عهد إبراهيم، وأصبح عهدًا أو عقدًا بين الله وإبراهيم أب الشعوب. ولمّا جاء موسى بالشريعة، ثبّتها، فكان على كل ذكر يولد أن يُختن لكي يدخل بالعهد مع الله.

ووفق ما ورد في تلك الشريعة، فإن الطفل يسوع خُتِنَ: «ولمّا انقضت ثمانية أيّام ليختنوا الصبي، سُمِّيَ يسوع، كما سمّاه الملاك قبل أن يُحْبَل به» (لوقا 2: 21). ولأنّ الاحتفال بميلاد المسيح حُدِّدَ في الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأوّل، فمن الطبيعي أن يُعَيَّد للختان الذي تمّ بعد ثمانية أيّام، في الأوّل من يناير/كانون الثاني، أي بعد ثمانية أيّام من الميلاد.

لم يكن الربّ يسوع ملزمًا بالخضوع لهذه السنّة، لكنه قَبِلَ الختان كي يتمّم الناموس. فقد قال يسوع: «لا تظنّوا أنّني جئتُ لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئتُ لأنقض بل لأكمّل» (متى 5: 17)، وقد أطاع المسيح الناموس لكي يحرّر أولئك الذين يعيشون تحت عبوديّة الشريعة. ويقول بولس الرسول: «لمّا جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، فننال التبنّي» (غلاطية 4: 4-5).

ولقد قبل المسيح الختان أيضًا كي يبرز لنا حقيقة تجسّده بهيئة إنسان حقيقي، لا كما يدّعي الهراطقة الذين يعتبرون أن المسيح لم يقبل لنفسه جسدًا بشريًّا حقيقيًّا وأنه وُلِدَ بجسدٍ بشري وهميّ فقط. وهكذا خُتِنَ المسيح لكي يؤكد لنا طبيعته البشريّة. أضف إلى ذلك أن الربّ قَبِلَ ختانًا جسديًّا حتى يختم بذلك الشريعة القديمة المتعلّقة بالجسد، ويضع بداية جديدة روحيّة. وكما كان إنسان العهد القديم الجسدي يختن لحم غُرْلَتِه الحسّي، كذلك يجب على الإنسان الروحي أن يختن أهواءه الروحيّة، ومنها: الغضب والكبرياء والحقد والخطايا الأخرى.

نسألك أيها الربّ يسوع أن تجعلنا نحيا المعنى العميق لختانك، ونحن نشهد مع بولس الرسول: «وَبِهِ أيضًا خُتِنْتُم ختانًا غير مصنوع بِيَدٍ بِخَلْعِ جسمِ خطايا البشريّة، بختان المسيح» (كولوسي 2: 11).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته