مسيحيّو باكستان يحتفلون بالميلاد وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة

المصلون يحضرون صلاة في كاتدرائية القلب المقدس للاحتفال بعيد الميلاد في لاهور، باكستان في 25 ديسمبر/كانون الأوّل 2021 الاحتفال بعيد الميلاد في كاتدرائيّة القلب الأقدس في لاهور، باكستان | Provided by: A M Syed/Shutterstock

بحماسٍ وغيرة إيمانيّة، احتفل المسيحيّون في كل أنحاء باكستان بعيد الميلاد، رافعين الصلوات من أجل أمن بلادهم وازدهارها وتقدّمها وإحلال السلام في العالم أجمع. ونظّم المؤمنون أنشطة مختلفة بالمناسبة، فأناروا منازلهم ومحلاتهم بزينة الميلاد في وقتٍ أُقيمت الصلوات والقداديس الميلاديّة، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة.

وبسبب مخاوف من وقوع هجمات إرهابيّة وبغية الحفاظ على القانون والنظام، شهدت الأسابيع التي سبقت عيد الميلاد جولاتٍ على الكنائس أجرتها الجهات المكلّفة تطبيق القانون لاتّخاذ ترتيبات أمنيّة شاملة في أوقات الصلوات والاحتفالات الميلاديّة. ونشرت الحكومة الباكستانيّة عناصر من الشرطة في محيط الكنائس.

وشارك متطوّعون مسيحيّون عناصر الشرطة تحمّل مسؤوليّة حفظ أمن الكنائس. كذلك، طلب القادة الروحيّون من المؤمنين التعاون مع رجال الأمن في أثناء عمليّات التدقيق الأمني والتفتيش الشخصي.

ميلاد هادئ وآمن

في سياق متصل، قال أمير روفين وهو كاثوليكي من لاهور، لـ«آسي مينا»: حظينا بعيد ميلاد هادئ إذ لم نشهد أيّ حادثة أمنيّة في أيّ مكان. نشكر الإدارة المحلّية والأجهزة الأمنيّة والشرطة على توفير الأمن لنا. لقد رفعنا صلواتنا في أجواء من الطمأنينة.

يُذكر أن المتاجر في المدن الكبرى فتحت أبوابها وبدأت تسويق زينة الميلاد منذ نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، فشرع المسيحيّون في تزيين منازلهم وأحيائهم، واضعين أشجار عيد الميلاد في وسط مناطقهم. الفنادق الكبرى ومراكز التسوّق هي الأخرى ازدانت بأشجار الميلاد، وكان حضور بابا نويل في كثير من الأماكن نقطة جذب كبيرة للأطفال.

المسلمون يحتفلون مع المسيحيين

في كاتشي أبادي في لاهور عاصمة إقليم البنجاب، ساعد الجيران المسلمون المسيحيين في تزيين شجرة عيد الميلاد.

في هذا السياق، قالت سارافين بيرويز، وهي كاثوليكيّة من لاهور، لـ«آسي مينا»: في منطقتنا، يشارك المسلمون في أنشطة عيد الميلاد ويشعرون بالسعادة والفخر، ولا سيّما عندما يساهمون في تزيين شجرة الميلاد.

وشهدت باكستان فعاليّات وأنشطة اجتماعيّة مختلفة ابتهاجًا بعيد الميلاد، إلى جانب إقامة القداديس ومراسم الصلوات المعتادة. ونظّمت جهات عدّة، كالإدارات الحكوميّة والوزارات المختلفة، مراسم تقطيع كعكة عيد الميلاد.

كما أُقيم حفل تقطيع كعكة العيد في منزل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في إسلام آباد.

وفي برقيّة بهذه المناسبة، قال شريف مهنّئًا المسيحيين: أتمنّى ميلادًا مجيدًا للمسيحيين في كل أنحاء العالم، وأخصّ إخواننا وأخواتنا المسيحيين الباكستانيين. تعاليم يسوع المسيح عن المحبّة والأخوّة والسلام هي منارات مضيئة لنا. في هذا اليوم، دعونا جميعًا نجدّد التزامنا العمل من أجل السلام والازدهار للجميع.

وقدّم الرئيس الباكستاني عارف علوي بدوره التهاني للمسيحيين بهذه المناسبة مصحوبةً بتمنّياته الطيّبة. وتضمّنت برقيّات التهاني التي أرسلها عددٌ من الزعماء السياسيين المسلمين إشادات بمساهمة المسيحيين الباكستانيين في خدمة البلاد، مؤكدين أنهم جزء لا يتجزّأ من الأمّة الباكستانيّة.

ويُشار إلى أن مدينتَيْن باكستانيَّتَيْن شهدتا هجومَيْن إرهابيَّيْن في ديسمبر/كانون الأوّل 2022. وقبل يومَيْن فقط من عيد الميلاد، نفّذ مسلّحون باكستانيّون تفجيرًا انتحاريًّا في العاصمة إسلام أباد، راح ضحيّته أحد الضبّاط عندما حاولت الشرطة إيقافهم عند نقطة تفتيش. لذا، نُشِرَ أكثر من 1500 رجل شرطة حول كنائس العاصمة لضمان حفظ الأمن في أثناء الصلوات. وفي بيشاور، عاصمة ولاية خيبر بختون خوا، قرب الحدود الأفغانيّة، بقي أفراد الجيش الباكستاني على أهبة الاستعداد لأيّ طارئ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته