العائلة التي أفرحت قلب يسوع

عائلة عبد الله في الفاتيكان في 23 يونيو/حزيران 2022 عائلة عبد الله تشارك في اللقاء العالمي العاشر للعائلات في الفاتيكان يوم الخميس 23 يونيو/حزيران 2022 | Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

«أسامح قاتل أولادي! أنا لا أكرهه… ليست الكراهية من شيم المسيحيين لكنني أريد أن تأخذ العدالة مجراها!» هذه الكلمات هزّت العالم بأسره في مطلع فبراير/شباط 2020، وما زالت أصداؤها تتردّد حتى الساعة في القلوب العطشى إلى لقاء يسوع.

الأمّ المفجوعة، المؤمنة، الشجاعة، المتسامحة، المُحِبَّة، صاحبة القلب النابض بالحبّ والأمل والرجاء، أهدت العالم أروع أمثولة في الغفران بعدما تسبّب سائق مخمور بمقتل أولادها الثلاثة.

لم تستسلم لمشاعر الانتقام والحقد بل عانقت قلب مريم العذراء عند أقدام الصليب وسلّمت ذاتها لمشيئة الله في حياة أسرتها لأنها آمنت بأن ما حصل معها يمثّل إرادته.

قدّمت ليلى عبد الله، الأمّ البطلة التي أبكت العالم بعد فاجعة خسارة أطفالها، قلبها السموح هديّة إلى خالقها وإلهها. وثقت بأن أولادها في مكان أفضل يعاينون بهاء وجه إلههم، هم من تربّوا على الإيمان والصلاة والثقة بالله، ولطالما زيّنت حبّات المسبحة الورديّة راحاتهم وأفئدتهم الصغيرة…

عائلة عبد الله في عيد الميلاد 2019. Provided by: CNA/Courtesy photo
عائلة عبد الله في عيد الميلاد 2019. Provided by: CNA/Courtesy photo

منذ اتّحاد قلب ليلى بقلب حبيبها وزوجها داني عبد الله، وجّها بوصلة حياتهما نحو إرضاء قلب يسوع وتأسيس عائلة مسيحيّة ملتزمة، فكان لهما ما أرادا إلى أن وقع الحادث الأليم الذي أودى بحياة أنطوني وأنجلينا وسيينا…

رحلت كنوز العائلة الثلاثة وبقيت ثلاثة تنثر الرجاء في البيت المفجوع…

لم تفقد الأسرة المؤمنة تمسّكها بإيمانها الثابت بالله، وحملت آلامها من دون تذمّر…

وأطلّت البشرى في 18 مارس/آذار 2022! ليلى تنتظر مولودة جديدة! هذا الخبر هزّ العالم من جديد، بعدما بكى مع أسرة عبد الله فراقها فلذات كبدها، فهلّل فرحًا معها في استقبال ملاكها الرائع!

أسرة عبد الله، المؤلفة من 7 أفراد: 6 في المسكن الأرضي هم: ليلى ودانيال وليانا وألكس ومايكل وسيلينا و3 في المسكن السماوي هم أنطوني وأنجلينا وسيينا، قرّرت نقل البشرى على طريقتها إلى العالم كلّه، فشاركت في الكثير من اللقاءات العالميّة المهمّة، ولبّت الدعوات كي تشهد لمحبّة يسوع في حياتها، منها اللقاء العالمي العاشر للعائلات الذي عُقِدَ في روما بين 22 و26 يونيو/حزيران 2022، بعنوان «الحبّ العائلي: دعوة ودرب قداسة»، وما زالت تنشر رسالة الغفران أينما حلّت.

لقد أفرحت أسرة عبد الله قلب يسوع في أحلك محطات حياتها وأكثرها إشراقًا على حدّ سواء لأنها أحبّت بكل قوّتها، وسامحت من كل جوارحها، واختبرت الولادة الجديدة من رحم الأحزان، وأتقنت العبور من ظلمة القبور إلى نور القيامة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته